2- باب سيرتها (صلوات الله عليها) مع عليّ (عليه السّلام) [1]
استدراك (1) مناقب الخوارزمي: (بإسناده) عن أبي سعيد الخدري، قال:
انقضّ عليّ و فاطمة (عليهما السّلام): فقالت له فاطمة (عليها السّلام): ليس في الرحل شيء، فخرج عليّ يبتغي [الرزق]، فوجد دينارا، فعرّفه حتّى سئم، و لم يجد له طالبا، و لم يصب عليّ شيئا، قال: ألا إنّي وجدت دينارا، فعرّفته حتّى سئمت و لم أجد له باغيا.
فقالت: هل لك في خير، هل لك أن تستقرضه، فنتعشّى به و إذا جاء صاحبه، فله عوضه، و إنّما هو دينار مكان دينار؟ فقال عليّ (عليه السّلام):
أفعل. فأخذ الدينار، و أخذ وعاء، ثمّ خرج إلى السوق، فإذا رجل عنده طعام يبيعه.
فقال عليّ (عليه السّلام): كيف تبيعني من طعامك هذا؟
قال: كذا و كذا بدينار، فناوله عليّ (عليه السّلام) الدينار، ثمّ فتح وعاءه، فكل له حتّى إذا فرغ ضمّ عليّ (عليه السّلام) وعاءه، و ذهب ليقوم، ردّ عليه الدينار، و قال: لتأخذنّه- و اللّه-؛
فأخذه و رجع إلى فاطمة، فحدّثها حديثه.
فقالت فاطمة (عليها السّلام): هذا رجل عرف حقّنا و قرابتنا من رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلم).
فأكلوه حتّى أنفذوه، و لم يصيبوا ميسرة.
فقالت له فاطمة (عليها السّلام): هل لك في خير تستقرضه حتّى نتعشّى به- مثل قولها الأوّل-.
قال: أفعل. فخرج إلى السوق، فإذا صاحبه، فقال له [عليّ (عليه السّلام):] مثل قوله الأوّل، و فعل الرجل مثل فعله الأوّل، فرجع، فأخبر فاطمة (عليها السّلام)، فدعت له مثل دعائها، و أكلوا حتّى انفدوا.
فلمّا كان الثالثة قالت له فاطمة: إن ردّ عليك الدينار، فلا تقبله.
فذهب عليّ (عليه السّلام)، فوجده، فلمّا كال له ذهب يردّه [عليه].
فقال له عليّ (عليه السّلام):- و اللّه- لا آخذه، فسكت عنه.
[1] يأتي في باب 2 كيفيّة معاشرتها (صلوات الله عليها) مع عليّ (عليه السّلام) في الدنيا ص 491 ما يناسب المقام.