لكلّ اجتماع من خليلين فرقة * * * و كلّ الّذي دون الفراق قليل
و إنّ افتقادي فاطما بعد أحمد * * * دليل على أن لا يدوم خليل
فأجاب هاتف:
يريد الفتى أن لا يموت خليله * * * و ليس له إلّا الممات سبيل
فلا بدّ من موت [2]و لا بدّ من بلى * * * و إنّ بقائي بعدكم لقليل
إذا انقطعت يوما من العيش مدّتي * * * فإنّ بكاء الباكيات قليل
ستعرض عن ذكري و تنسى مودّتي * * * و يحدث بعدي للخليل بديل [3]
(8) مروج الذهب: في سنة إحدى عشرة كانت وفاة فاطمة بنت رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلم) حسب ما ذكرنا من تنازع الناس في مقدار عمرها، و مدّة بقائها بعد أبيها، و من الّذي صلّى عليها، العبّاس بن عبد المطّلب أم بعلها عليّ (عليه السّلام)؟
و لمّا قبضت جزع عليها بعلها عليّ (عليه السّلام) جزعا شديدا، و اشتدّ بكاؤه، و ظهر أنينه و حنينه و قال:
لكلّ اجتماع من خليلين فرقة * * * و كلّ الّذي دون الممات قليل
و إنّ افتقادي فاطما بعد أحمد * * * دليل على أن لا يدوم خليل [4]
[1] أبا ودّي: أي من كان يلازم ودّي و حبّي، و الحاصل أنّي ذكرت محبوبي فبتّ كأنّني لشدّة همومي ضامن لردّ كلّ همّ و حزن كان لي قبل ذلك؛
[2] فلا بدّ من موت: لعلّه من تتمّة أبياته (عليه السّلام) لا كلام الهاتف، و لو كان من كلام الهاتف فلعلّه ألقاه على وجه التلقين. منه (ره).