نام کتاب : السلطان المفرج عن أهل الإيمان فيمن رأى صاحب الزمان نویسنده : علي بن عبد الكريم النيلي جلد : 0 صفحه : 2
شبّهت الروايات انتفاع الناس به (عليه السّلام) في الغيبة الكبرى بالشمس إذا جلّلها السحاب.
روى جابر الجعفي، عن جابر الأنصاري أنّه سأل النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله): هل ينتفع الشيعة بالقائم (عليه السّلام)؟ فقال (صلّى اللّه عليه و آله): «إي و الّذي بعثني بالنبوّة، إنّهم لينتفعون به، و يستضيؤون بنور ولايته في غيبته، كانتفاع الناس بالشمس و إن جلّلها السحاب» [1].
قال العلّامة الكبير و المحدّث الخبير مولانا محمّد باقر المجلسي (رحمه اللّه) (ت 1111 ه) في بيان الحديث النبويّ: «التشبيه بالشمس المجلّلة بالسحاب يومئ إلى أمور:
الأوّل: إنّ نور الوجود و العلم و الهداية يصل إلى الخلق بتوسّطه (عليه السّلام)، إذ ثبت بالأخبار المستفيضة أنّهم العلل الغائيّة لإيجاد الخلق، فلولاهم لم يصل نور الوجود إلى غيرهم، و ببركتهم و الاستشفاع بهم و التوسّل إليهم يظهر العلوم و المعارف على الخلق، و يكشف البلايا عنهم، فلولاهم لاستحقّ الخلق بقبائح أعمالهم أنواع العذاب، كما قال تعالى: وَ ما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِيهِمْ[2]، و لقد جرّبنا مرارا لا نحصيها أنّ عند انغلاق الأمور و إعضال المسائل، و البعد عن جناب الحقّ تعالى، و انسداد أبواب الفيض، لمّا استشفعنا بهم، و توسّلنا بأنوارهم، فبقدر ما يحصل الارتباط المعنوي بهم في ذلك الوقت، تنكشف تلك الأمور الصعبة، و هذا معاين لمن أكحل اللّه عين قلبه بنور الإيمان.
الثاني: كما أنّ الشمس المحجوبة بالسحاب مع انتفاع الناس بها ينتظرون في كلّ
[1] كمال الدين: 253/ 3، كفاية الأثر للخزّاز: 54- 55، إعلام الورى: 375، تفسير روح الجنان لأبي الفتوح الرازي 3: 423، قصص الأنبياء للراوندي: 360. و انظر: بحار الأنوار 36: 250/ 67 و 52: