نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 1 صفحه : 9
مسلم في صحيحه. حيث قال: حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح حدثنا ابن وهب أخبرنى أبو هانئ الخولانيّ عن أبى عبد الرحمن الجيلي عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) يقول «كتب اللَّه مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات و الأرض بخمسين ألف سنة، قال و عرشه على الماء.»
قالوا فهذا التقدير هو كتابته بالقلم المقادير. و قد دل هذا الحديث أن ذلك بعد خلق العرش فثبت تقديم العرش على القلم الّذي كتب به المقادير كما ذهب الى ذلك الجماهير. و يحمل حديث القلم على أنه أول المخلوقات من هذا العالم. و يؤيد هذا ما
رواه البخاري عن عمران بن حصين: قال قال أهل اليمن لرسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) «جئناك لنتفقه في الدين و لنسألك عن أول هذا الأمر فقال كان اللَّه و لم يكن شيء قبله و في رواية معه، و في رواية غيره «و كان عرشه على الماء. و كتب في الذكر كل شيء و خلق السموات و الأرض» و في لفظ: ثم خلق السموات و الأرض.
فسألوه عن ابتداء خلق السموات و الأرض. و لهذا قالوا جئناك نسألك عن أول هذا الأمر فأجابهم عما سألوا فقط. و لهذا لم يخبرهم بخلق العرش كما أخبر به في حديث أبى رزين المتقدم. قال ابن جرير و قال آخرون «بل خلق اللَّه عز و جل الماء قبل العرش» رواه السدي عن أبي مالك و عن أبي صالح عن ابن عباس و عن مرة عن ابن مسعود و عن ناس من أصحاب رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم): قالوا «إن اللَّه كان عرشه على الماء، و لم يخلق شيئا غير ما خلق قبل الماء» و حكى ابن جرير عن محمد بن إسحاق أنه قال «أول ما خلق اللَّه عز و جل النور و الظلمة ثم ميز بينهما فجعل الظلمة ليلا أسود مظلما، و جعل النور نهارا مضيئا مبصرا» قال ابن جرير و قد قيل «ان الّذي خلق ربنا بعد القلم الكرسي. ثم خلق بعد الكرسي العرش. ثم خلق بعد ذلك الهواء و الظلمة. ثم خلق الماء فوضع عرشه على الماء» و اللَّه سبحانه و تعالى أعلم.
فصل فيما ورد في صفة خلق العرش و الكرسي.
قال اللَّه تعالى «رَفِيعُ الدَّرَجاتِ ذُو الْعَرْشِ» و قال تعالى «فَتَعالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ» و قال اللَّه «لا إِلهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ» و قال «وَ هُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ» و قال تعالى «الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى» و قال «ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ» في غير ما آية من القرآن، و قال تعالى «الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَ مَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَ يَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَ عِلْماً»
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 1 صفحه : 9