responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 259

فصل‌

و لما وقع ما وقع من الأمر العظيم و هو الغلب الّذي غلبته القبط في ذلك الموقف الهائل و أسلم السحرة الذين استنصروا ربهم لم يزدهم ذلك الا كفرا و عنادا و بعدا عن الحق. قال اللَّه تعالى بعد قصص ما تقدم في سورة الأعراف. وَ قالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَ تَذَرُ مُوسى‌ وَ قَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَ يَذَرَكَ وَ آلِهَتَكَ. قالَ سَنُقَتِّلُ أَبْناءَهُمْ وَ نَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ وَ إِنَّا فَوْقَهُمْ قاهِرُونَ. قالَ مُوسى‌ لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَ اصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ. قالُوا أُوذِينا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنا وَ مِنْ بَعْدِ ما جِئْتَنا. قالَ عَسى‌ رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَ يَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ‌ يخبر تعالى عن الملأ من قوم فرعون و هم الأمراء و الكبراء أنهم حرضوا ملكهم فرعون على أذية نبي اللَّه موسى (عليه السلام) و مقابلته بدل التصديق بما جاء به بالكفر و الرد و الأذى قالوا أَ تَذَرُ مُوسى‌ وَ قَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَ يَذَرَكَ وَ آلِهَتَكَ‌ يعنون قبحهم اللَّه أن دعوته الى عبادة اللَّه وحده لا شريك له و النهى عن عبادة ما سواه فساد بالنسبة الى اعتقاد القبط لعنهم اللَّه. و قرأ بعضهم‌ وَ يَذَرَكَ وَ آلِهَتَكَ. أي و عبادتك و يحتمل شيئين أحدهما و يذر دينك و تقويه القراءة الأخرى. الثاني و يذر أن يعبدك فإنه كان يزعم أنه إله لعنه اللَّه‌ قالَ سَنُقَتِّلُ أَبْناءَهُمْ وَ نَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ‌ أي لئلا يكثر مقاتلتهم‌ وَ إِنَّا فَوْقَهُمْ قاهِرُونَ‌ أي غالبون و قالَ مُوسى‌ لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَ اصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ‌ أي إذا هموا هم بأذيتكم و الفتك بكم فاستعينوا أنتم بربكم و اصبروا على بليتكم‌ إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ‌ أي فكونوا أنتم المتقين لتكون لكم العاقبة كما قال في الآية الأخرى‌ وَ قالَ مُوسى‌ يا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ. فَقالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنا رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ. وَ نَجِّنا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكافِرِينَ‌ و قولهم‌ قالُوا أُوذِينا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنا وَ مِنْ بَعْدِ ما جِئْتَنا أي قد كانت الأبناء تقتل قبل مجيئك و بعد مجيئك إلينا قالَ عَسى‌ رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَ يَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ‌ و قال اللَّه تعالى في سورة حم المؤمن‌ وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى‌ بِآياتِنا وَ سُلْطانٍ مُبِينٍ إِلى‌ فِرْعَوْنَ وَ هامانَ وَ قارُونَ فَقالُوا ساحِرٌ كَذَّابٌ‌ و كان فرعون الملك و هامان الوزير. و كان قارون إسرائيليا من قوم موسى الا أنه كان على دين فرعون و ملئه و كان ذا مال جزيل جدا كما ستأتي قصته فيما بعد إن شاء اللَّه تعالى. فَلَمَّا جاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنا قالُوا اقْتُلُوا أَبْناءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَ اسْتَحْيُوا نِساءَهُمْ وَ ما كَيْدُ الْكافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ‌ و هذا القتل للغلمان من بعد بعثة موسى إنما كان على وجه الإهانة و الاذلال و التقليل لملأ بنى إسرائيل لئلا يكون لهم شوكة يمتنعون بها و يصولون على القبط بسببها و كانت القبط منهم يحذرون فلم‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 259
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست