responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 231

(ادْخُلِ الْجَنَّةَ) يعنى لما قتله قومه أدخله اللَّه الجنة فلما رأى فيها من النضرة و السرور (قالَ يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِما غَفَرَ لِي رَبِّي وَ جَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ) يعنى ليؤمنوا بما آمنت به فيحصل لهم ما حصل لي قال ابن عباس نصح قومه في حياته‌ (يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ) و بعد مماته‌ (يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِما غَفَرَ لِي رَبِّي وَ جَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ) رواه ابن أبى حاتم و كذلك قال قتادة لا يلقى المؤمن الا ناصحا لا يلقى غاشا لما عاين ما عاين من كرامة اللَّه‌ (يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِما غَفَرَ لِي رَبِّي وَ جَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ) تمنى و اللَّه أن يعلم قومه بما عاين من كرامة اللَّه و ما هو عليه قال قتادة فلا و اللَّه ما عاتب اللَّه قومه بعد قتله‌ (إِنْ كانَتْ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ خامِدُونَ) و قوله تعالى‌ وَ ما أَنْزَلْنا عَلى‌ قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّماءِ وَ ما كُنَّا مُنْزِلِينَ‌ أي ما احتجنا في الانتقام منهم الى إنزال جند من السماء عليهم. هذا معنى ما رواه ابن إسحاق عن بعض أصحابه عن ابن مسعود* قال مجاهد و قتادة و ما أنزل عليهم جندا أي رسالة أخرى قال ابن جرير و الأول أولى قلت و أقوى و لهذا قال‌ (وَ ما كُنَّا مُنْزِلِينَ) أي و ما كنا نحتاج في الانتقام الى هذا حين كذبوا رسلنا و قتلوا ولينا (إِنْ كانَتْ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ خامِدُونَ) قال المفسرون بعث اللَّه اليهم جبريل (عليه السلام) فأخذ بعضادتي الباب الّذي لبلدهم ثم صاح بهم صيحة واحدة فاذاهم خامدون أي قد أخمدت أصواتهم و سكنت حركاتهم و لم يبق منهم عين تطرف.

و هذا كله مما يدل على أن هذه القرية ليست أنطاكية لأن هؤلاء أهلكوا بتكذيبهم رسل اللَّه اليهم و أهل أنطاكية آمنوا و اتبعوا رسل المسيح من الحواريين اليهم فلهذا قيل إن أنطاكية أول مدينة آمنت بالمسيح* فأما الحديث الّذي‌

رواه الطبراني من حديث حسين الأشقري عن سفيان بن عيينة عن ابن أبى نجيح عن مجاهد عن ابن عباس عن النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) قال‌ (السبق ثلاثة فالسابق الى موسى يوشع بن نون و السابق الى عيسى صاحب يس و السابق الى محمد على ابن أبى طالب)

فإنه حديث لا يثبت لأن حسينا هذا متروك و شيعي من الغلاة و تفرده بهذا مما يدل على ضعفه بالكلية و اللَّه أعلم‌

* قصة يونس (عليه السلام)‌

قال اللَّه تعالى في سورة يونس‌ فَلَوْ لا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِيمانُها إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنا عَنْهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ مَتَّعْناهُمْ إِلى‌ حِينٍ‌ و قال تعالى في سورة الأنبياء وَ ذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنادى‌ فِي الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَ نَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَ كَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ‌ و قال تعالى في سورة و الصافات‌ وَ إِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ. فَساهَمَ فَكانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَ هُوَ مُلِيمٌ فَلَوْ لا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلى‌ يَوْمِ يُبْعَثُونَ فَنَبَذْناهُ بِالْعَراءِ وَ هُوَ سَقِيمٌ وَ أَنْبَتْنا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 231
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست