responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 227

من غير اضافة فهو رجل آخر غير المذكور في القرآن فاللَّه أعلم.

باب ذكر أمم اهلكوا بعامة

و ذلك قبل نزول التوراة بدليل قوله تعالى‌ وَ لَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ مِنْ بَعْدِ ما أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولى‌ الآية. كما رواه ابن جرير و ابن أبى حاتم و البزار من حديث عوف الأعرابي عن أبى نضرة عن أبى سعيد الخدريّ قال ما أهلك اللَّه قوما بعذاب من السماء أو من الأرض بعد ما أنزلت التوراة على وجه الأرض غير القرية التي مسخوا قردة. أ لم تر أن اللَّه تعالى يقول‌ وَ لَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ مِنْ بَعْدِ ما أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولى‌ و رفعه البزار في رواية له. و الأشبه و اللَّه أعلم وقفه فدل على أن كل أمة أهلكت بعامة قبل موسى (عليه السلام). فمنهم أصحاب الرس قال اللَّه تعالى في سورة الفرقان‌ وَ عاداً وَ ثَمُودَ وَ أَصْحابَ الرَّسِّ وَ قُرُوناً بَيْنَ ذلِكَ كَثِيراً. وَ كُلًّا ضَرَبْنا لَهُ الْأَمْثالَ وَ كُلًّا تَبَّرْنا تَتْبِيراً. و قال تعالى في صورة ق‌ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَ أَصْحابُ الرَّسِّ وَ ثَمُودُ وَ عادٌ وَ فِرْعَوْنُ وَ إِخْوانُ لُوطٍ وَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ وَ قَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ و هذا السياق و الّذي قبله يدل على أنهم أهلكوا و دمروا و تبروا و هو الهلاك. و هذا يرد اختيار ابن جرير من أنهم أصحاب الأخدود الذين ذكروا في سورة البروج لان أولئك عند ابن إسحاق و جماعة كانوا بعد المسيح (عليه السلام) و فيه نظر أيضا. و روى ابن جرير قال قال ابن عباس أصحاب الرس أهل قرية من قرى ثمود و قد ذكر الحافظ الكبير أبو القاسم بن عساكر في أول تاريخه عند ذكر بناء دمشق عن تاريخ أبى القاسم عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن جرداد [1] و غيره أن أصحاب الرس كانوا بحضور فبعث اللَّه اليهم نبيا يقال له حنظلة بن صفوان فكذبوه و قتلوه فسار عاد ابن عوص بن ارم بن سام بن نوح بولده من الرس فنزل الأحقاف و أهلك اللَّه أصحاب الرس و انتشروا في اليمن كلها و فشوا مع ذلك في الأرض كلها حتى نزل جيرون بن سعد بن عاد بن عوص بن ارم بن سام بن نوح دمشق و بنى مدينتها و سماها جيرون و هي ارم ذات العماد و ليس أعمدة الحجارة في موضع أكثر منها بدمشق فبعث اللَّه هود بن عبد اللَّه بن رباح بن خالد بن الخلود بن عاد الى عاد يعنى أولاد عاد بالأحقاف فكذبوه و أهلكهم اللَّه عز و جل فهذا يقتضي أن أصحاب الرس قبل عاد بدهور متطاولة فاللَّه أعلم. و روى ابن أبى حاتم عن أبى بكر بن أبى عاصم عن أبيه عن شبيب بن بشر عن عكرمة عن ابن عباس قال الرس بئر بآذربيجان. و قال الثوري عن أبى بكر عن عكرمة قال الرس بئر رسوا فيها نبيهم أي دفنوه فيها. و قال بن جريج قال عكرمة أصحاب الرس بفلج و هم أصحاب ياسين. و قال‌


[1] قوله عبد اللَّه بن جرداد كذا في النسخ و المعروف ابن جراد

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 227
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست