responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقتل الحسين نویسنده : السيد عبد الرزاق المقرم    جلد : 1  صفحه : 43

أبقه حتى يشمها أبوه فتكون له عزاء و سلوة فبقيت الأبعار إلى مجي‌ء أمير المؤمنين بكربلا و قد اصفرت لطول المدة فأخذها و شمها و بكى ثم دفعها إلى ابن عباس و قال احتفظ بها فإذا رأيتها تفور دما فاعلم أن الحسين قد قتل و في يوم عاشوراء بعد الظهر رآها تفور دما [1] .

الاقدام على القتل‌

تمهيد

من الضروري احتياج المجتمع البشري إلى مصلح يسد خلته و يسدد زلته و يكمل اعوازه و يقوّم أوده لتوفر دواعي الفساد فيه، فلو لم يكن في الأمة من يكبح جماح النفوس الشريرة للعبت الأهواء بهم و فرقتهم أيدي سبا و بات حميم لا يأمن حميمه، و أصبحت أفراد البشر ضحايا المطامع. و هذا المصلح يختاره المولى سبحانه من بين عباده لأنه العارف بطهارة النفوس و نزاهتها عما لا يرضى به رب العالمين، و يكون الواجب عصمته مما في العباد من الرذائل و السجايا الذميمة حتى لا يشاركهم فيها فيزداد الطين بلة و يفوته التعريف و الارشاد إلى مناهج الاصلاح و مساقط الهلكة و قد برأ اللّه ذات النبي الأعظم صلى اللّه عليه و آله و سلم من نور قدسه و حباه بأكمل الصفات الحميدة حتى بذ العالم وفاق من في الوجود فكان محلا للتجليات الإلهيّة و ممنوحا بالوحي العزيز، و إن اليراع ليقف مترددا عن تحديد تلك الشخصية الفذة التي أنبأ عنها النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم بقوله لأمير المؤمنين 7: لا يعرف اللّه إلا أنا و أنت و لا يعرفني إلا اللّه و أنت و لا يعرفك إلا اللّه و أنا [2] .

و حيث إن عمر النبي غير باق إلى الأبد لأنه لم يخرج عما عليه الناس في مدة الأجل و جملة من تعاليمه لا تخلو من أن تكون كليات لم تأت أزمنة تطبيقها على الخارج. كان الواجب في شريعة الحق الداعية إلى اصلاح الأمة إقامة خليفة مقامه يحذو حذوه في نفسياته و اخلاصه و عصمته، لأن السرائر الكامنة بين الجوانح لا


[1] اكمال الدين للصدوق ص 295.

[2] المحتضر للحسن بن سليمان الحلي من تلامذة الشهيد الأول كان حيا سنة 802 هـ ص 165 و مختصر البصائر له ص 125.

نام کتاب : مقتل الحسين نویسنده : السيد عبد الرزاق المقرم    جلد : 1  صفحه : 43
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست