و نقل أيضا شيخ الطائفة الشيخ أبو جعفر الطوسي نور اللّه مرقده في كتاب الغيبة بإسناده إلى حبيب بن يونس بن شاذان الصنعاني أنه قال: دخلت إلى عليّ بن إبراهيم بن مهزيار الأهوازي، فسألته عن آل أبي محمّد 7، فقال:
«يا أخي لقد سألت عن أمر عظيم، حججت عشرين حجّة كلاّ أطلب به عيان الإمام فلم أجد إلى ذلك سبيلا، فبينا أنا ليلة نائم في مرقدي إذ رأيت قائلا يقول: يا عليّ بن إبراهيم!قد أذن اللّه لك في الحجّ.
فلم أعقل ليلتي حتّى أصبحت، فأنا مفكر في أمري أرقب الموسم ليلي و نهاري؛ فلما كان وقت الموسم أصلحت أمري، و خرجت متوجها نحو المدينة، فما زلت كذلك حتّى دخلت يثرب، فسألت عن آل أبي محمّد 7، فلم أجد له أثرا و لا سمعت له خبرا، فأقمت مفكّرا في أمري حتّى خرجت من المدينة اريد مكّة، فدخلت الجحفة و أقمت بها يوما، و خرجت منها متوجها نحو الغدير، و هو على أربعة أميال من الجحفة، فلما دخلت المسجد و عفّرت و اجتهدت في الدعاء و ابتهلت إلى اللّه لهم، و خرجت أريد عسفان، فما زلت كذلك حتّى دخلت مكّة، فأقمت بها أياما أطوف البيت و اعتكفت؛ فبينا أنا ليلة في الطواف، إذ أنا بفتى حسن الوجه، طيّب الرائحة، يتبختر في مشيته طائف حول البيت، فحسّ قلبي به، فقمت نحوه فحككته، فقال لي: من أين الرجل؟