و كان ممن رآه أيضا أبو محمّد العجلي، حيث دفع إليه أحد الشيعة ذهبا ليحج عن صاحب الأمر 7 و كانت هذه عادة الشيعة، و كان أبو محمّد هذا شيخا كبير السن من صلحاء الشيعة، و كان له ولدان، أحدهما عابد صالح، و الآخر فاسق و فاجر، فأعطى أبو محمد شيئا من ذلك الذهب لولده الفاسق أيضا.
فحكى قائلا: عندما وصلت إلى عرفات رأيت شابا حسن الوجه، أسمر اللون، مقبلا على شأنه في الابتهال و الدعاء و التضرع؛ فلمّا قرب نفر الناس التفت إليّ و قال: يا شيخ أما تستحي من اللّه؟
قلت: من أي شيء يا سيدي و مولاي؟
قال: يدفع إليك حجة عمن تعلم، فتدفع منها إلى فاسق يشرب الخمر فينصرف ذلك الذهب في الفسق، و لا تخاف أن تذهب عينك، و أومأ إلى أحد عيني، فخجلت و جريت، و عندما رجعت إلى نفسي فأطلت النظر فلم أره، و أنا من ذلك اليوم إلى الآن على و جل و مخافة على عيني.
روى الأستاذ شيخ الطائفة-أعني محمّد بن محمّد بن النعمان- الملقب بالمفيد أنه قال: فما مضى عليه أربعون يوما بعد مورده حتى خرج في عينه التي أومأ إليها قرحة فذهبت.
فعلم أنه كان ذلك الشاب هو الصاحب 7 و لم يعرفه. [1]
و الرواية الأخرى، عن أحمد بن أبي روح قال: وجّهت إليّ امرأة من أهل دينور، فأتيتها، فقالت: يا ابن أبي روح أنت أوثق من في ناحيتنا دينا و ورعا، و إني أريد أن أودعك أمانة أجعلها في رقبتك تؤديها و تقوم بها.
فقلت: أفعل إنشاء اللّه تعالى.
[1] رواية الشيخ الراوندي في الخرائج و الجرائح 1: 480/ح 21 مع اختلاف بعض الروايات.