نام کتاب : مجموع لطيف أنسي في صيغ المولد النبي القدسي نویسنده : د. عاصم الدرقاوي جلد : 1 صفحه : 3
تقديم
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
بسم اللّه الرّحمن بمخلوقاته و الرحيم بأوليائه المسلمين و المؤمنين و المحسنين، و الأحد بذاته و الواحد بأسمائه و صفاته، و الأول بأزليته و الآخر بأبديته، و الظاهر بشئونه و الباطن بكنزيته.
قال تعالى: هُوَ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ الظَّاهِرُ وَ الْباطِنُ [الحديد: الآية 3]، و قال تعالى في الحديث القدسي: «كنت كنزا مخفيّا لم أعرف فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق و تعرّفت إليهم فبي عرفوني».
و الصلاة و السلام على المبعوث رحمة للعالمين مصداقا لقوله تعالى: وَ ما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ (107) [الأنبياء: الآية 107] و قوله صلى اللّه عليه و سلم: «يا أيها الناس إنما أنا رحمة مهداة».
و بعد، فبما أن إيمان المرء المسلم لا يكتمل حتى يكون النبي صلى اللّه عليه و سلم أحب إليه من نفسه التي بين جنبيه و من ماله و ولده و الناس أجمعين، مصداقا لقوله صلى اللّه عليه و سلم: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده و والده و الناس أجمعين»، و قوله صلى اللّه عليه و سلم مخاطبا أمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب- حينما قال له عمر: يا رسول اللّه لأنت أحب إليّ من كل شيء إلّا من نفسي- «لا و الذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك».
فقال له عمر: فإنه الآن و اللّه لأنت أحب إليّ من نفسي. فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم: «الآن يا عمر».
و بما أن النبي صلى اللّه عليه و سلم أحق بالمؤمنين من أنفسهم مصداقا لقوله تعالى: النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ [الأحزاب: الآية 6] فعلى المسلم أن يكون دائم الفرح و الاستبشار بمولده صلى اللّه عليه و سلم تعبيرا عن حبه و تعظيمه لهذا النبيّ الكريم الذي أقامه الحق تعالى مقام نفسه في قوله: إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ [الفتح: الآية 10].
و إذا كان حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف عند علماء الشريعة، و الاستحباب و هو داخل في البدع المستحسنة التي يثاب عليها صاحبها، فإنه عند علماء الإحسان و في
نام کتاب : مجموع لطيف أنسي في صيغ المولد النبي القدسي نویسنده : د. عاصم الدرقاوي جلد : 1 صفحه : 3