responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رايات الهدي و الضلال في عصر الظهور نویسنده : مهدي حمد الفتلاوي    جلد : 1  صفحه : 31

بداية عصر الظهور

يبدأ عصر الظهور بولادة قاعدة ايمانية مجاهدة، تتصدى لحمل الرسالة و قيادة الامة في صراعها الجهادي ضد اعدائها المتآمرين عليها محليا و عالميا، و تكون ولادتها نتيجة طبيعية لحركة الانتظار الجهادية التغييرية، التي وصفها الإمام زين العابدين (ع) لابي خالد الكابلي بقوله:

".. يا أبا خالد.. إنّ أهل زمان غيبته، القائلين بإمامته، و المنتظرين لظهوره، أفضل من أهل كلّ زمان.. لأنّ الله تبارك و تعالى.. جعلهم.. بمنزلة المجاهدين بين يديّ رسول الله صلّى اللّه عليه و سلّم بالسّيف، اولئك المخلصون حقّا، و شيعتنا صدقا، و الدّعاة إلى دين الله عزّ و جلّ سرّا و جهرا" [1] .

إن وجود هذه القاعدة من أهم العوامل الموضوعية و المقدمات السياسية التي تشارك في تعجيل حركة الظهور، فاذا تحققت فعلا على الارض، و شاهدناها بأم اعيننا في ساحة الصراع الحضاري، ضد اعداء الله من الطواغيت و الظالمين، حينئذ نقطع بدخولنا في عصر الظهور، لأنها تشكل منعطفا سياسيا و عقائديا و جهاديا و حضاريا كبيرا في تاريخ الاسلام.

و قد بشرت الروايات بولادة هذه القاعدة الجماهيرية الجهادية، و وصفت جيلها بأنه جيل صلب لا يلين، و لا يقبل الذل و الهوان و المساومة على الحق، تتوزع اقوى واعتى فصائله الثورية المقاتلة، بين ايران و العراق و اليمن و الشام و مصر، ... و هو جيل منفتح لا يعرف العصبية و الانغلاق على الذات، و لا يتعامل مع احداث الواقع و صراعاته من خلال نزعات مذهبية او طائفية او حزبية، او اقليمية ضيقة، بل ينظر اليها بحجم طموحات رسالة محمد صلّى اللّه عليه و سلّم الذي أرسله الله رحمة للعالمين، و على سعة العالم الاسلامي و على امتداد صرخات المستضعفين في الارض.. و هو الجيل المنقذ للامة، من كل ما تعانيه من خطوب و مأس، لأنه مصدر عطاء و كرامات و فيوضات للانسانية كلها. و هذا الجيل هو القاعدة الموعودة المعنية في الحديث النبوي"سيكون في آخر هذه الامّة قوم لهم أجر مثل اجر أوّلهم، يأمرون بالمعروف، و ينهون عن المنكر،


[1] البحار 52/122.

نام کتاب : رايات الهدي و الضلال في عصر الظهور نویسنده : مهدي حمد الفتلاوي    جلد : 1  صفحه : 31
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست