(١) ـ أي أنّ الحقّ والحقيقة منتسبة إليكم من جميع الجهات ، فهي دائماً معكم وفيكم ومنكم وإليكم.
فمعكم الحقّ ، كما قال رسول الله 6 في علي وأهل بيته : أنّ الحقّ معهم حيث كانوا ن وأنّ علياً مع الحقّ والحقّ معه ، يدور حيثما دار.
كما تلاحظه في أحاديث الفريقين المتواترة من الخاصّة في عشرة أحاديث ، ومن العامّة في خمسة عشر حديثاً [١].
وفيكم الحقّ ، أي في متابعتكم وإطاعتكم.
حيث قد أمرنا الله تعالى بذلك في مثل قوله عزّ إسمه : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ)[٢] المفسّرة بأهل البيت : في أحاديث الخاصّة والعامّة [٣].
ومنكم الحقّ ، فكلّ ما صدر منكم هو الحقّ ، وما لم يخرج منكم وخالفتموه هو باطل فإنّكم المتّصلون بوحي السماء والحقيقة العلياء.
وإليكم مرجع الحقّ ، فكل حقّ يكون في أيدي الناس يرجع إليكم ، ويؤخذ منكم ، أو مستنبط من كلامكم ، أو مستفاد من حكمتكم ، أو واصل إلى الخلق ببركتكم ، حتّى أنّ أعداءهم أخذوا ما حقّ في كلماتهم منهم : كما تلاحظه في أحوال البصري وغيره [٥]. ويدلّ عليه معيّة الحقّ لهم ، ومعرفة الحقّ بهم.
[١] غاية المرام : ص ٢٣٩ ـ ٥٤٢ ب ٤٥ و ٤٦ الأحاديث ، وفهرس إحقاق الحقّ : ص ١٧٨ ن ومنها حديث شدّاد بن أوس ، فلاحظ.