responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شفاء الصّدور في شرح زيارة العاشور نویسنده : ميرزا أبي الفضل الطهراني    جلد : 1  صفحه : 260

يَا أَبا عبد الله لَقَدْ عَظُمَتِ الرَّزِيَّةُ وَجَلَّتْ الْمُصِيبَةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلَىٰ جَمِيعِ أَهْلِ الْإِسْلامِ ..

الشرح : الجلال والعظمة كما جاء في كثير من كتب اللغة وغيرها أنّهما مترادفان وكلاهما بمعنى الكبر ـ بكسر الكاف وفتح الباء ـ ولكن ما توصّلنا إليه بحسب الاستعمال أنّ العظمة تقابل الصغر ، والجلالة تقابل الدقّة ، كما يقال : « ماله دقّ ولا جلّ ، ولا دقيقة ولا جليلة ، وأتيته فما أدقّني ولا أجلّني » . ويقول العلماء : النظر الدقيق والنظر الجليل ، وإن وقع كثير منهم في الخطأ فقالوا : النظر الجلي .

يقول الفيّومي في المصباح : « الدقيق خلاف الجليل » . وفي مكان آخر يوضع الغليظ ضدّ الدقيق ، وهذا لا يستقيم في ميزان النظر لأنّ لازم ذلك أن يكون الغليظ والجليل بمعنى كما هو ظاهر الفارابي في ديوان الأدب ، لأنّه فسّر العظم بالضخامة والضخامة بالغلظة ، ويرفع هذا الإشكال بما يلي :

.. إنّ بناء علماء اللغة ليس على تحقيق وتحديد المعاني الحقيقيّة ، لأنّ هذا الأمر لا يمكن أن يتصيَّد من استعمال واحد ، وإحياناً يكون المعنى في نفس الإنسان حاضراً ولكنّه لا يجد الألفاظ التي تفيء بأدائه لكي يعبّر بها عندما يصوغ عباراته للأفهام . لهذا عبّر اللغويّون بلوازم المعاني أو بالمعاني القريبة من المقصود التي تحوم حول المراد ونزلت عباراتهم على مقدار الأفهام وتفاوت السلائق ، نظماً ونثراً ، فعبّروا بها ، من هذه الجهة وجد الاختلاف الفاحش بين اثنين من علماء اللغة في تفسير المعنى للفظ واحد مع أنّ المحقّق البصير يدرك أن لا خلاف وإنّما أدّى كلّ واحد منهما لازماً لملزوم مشترك وحقّق معناه ، وغالباً يعمد الأُدباء وهم أبناء بجدة اللغة وفقهاء لسان العرب إلى تحمّل المشاقّ في تتبّع هذه المعاني وتحصيلها ، ومن كان عالماً بهذه الحال ملمّاً بطرق الاستعمال وله

نام کتاب : شفاء الصّدور في شرح زيارة العاشور نویسنده : ميرزا أبي الفضل الطهراني    جلد : 1  صفحه : 260
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست