العرض بموضوعه، و ذلك هو المعبّر عنه بالوجود الرابط [1]؛ فإنّ فيه وجوهاً من الخلط تظهر بعد التأمّل فيما ذكرناه.
كما يظهر النّظر فيما ذكر في وجه افتراق المركّبات الناقصة عن التامّة [2]: بأنّ الأُولى تحكي عن النسبة الثابتة التي تعتبر قيداً مقوّماً للموضوع أو المحمول، و الثانية تحكي عن إيقاع النسبة، فإنّ المتكلّم وجداناً يرى الموضوع عارياً عن النسبة التي يريد إثباتها، و هو بالحمل أو الإنشاء يوقعها بين الموضوع و المحمول؛ و لهذا يكون مفاد التركيب الأوّل متأخّراً عن الثاني تأخّر الوقوع عن الإيقاع. انتهى ملخّصاً.
فإنّ المراد من النسبة الثابتة إن كان النسبة الواقعيّة- كما هو مقتضى مقابلتها لإيقاع النسبة- فلا ريب في أنّ المركّبات الناقصة لا تحكي عنها، فإنّ الحكاية عن الواقع تصديقيّة لا تصوّريّة، و هي شأن المركّبات التامّة الإخباريّة.
مضافاً إلى أنّ المركّبات التامّة الإخباريّة لا تحكي عن إيقاع المتكلّم النسبةَ ذهناً أو لفظاً كما ذكره، و لهذا لا ينتقل السامع إلاّ إلى الثبوت الواقعيّ، و الإيقاع مغفول عنه إلاّ باللحظ الثاني، و سيأتي حال الإنشائيّات.
مع أنّ في الجمل الناقصة و التامّة تكون النسبة بإيقاع المتكلّم بوجه، فإنّ إضافة «غلام» إلى «زيد» و توصيف «زيد» بالعالم في الجمل الناقصة إنّما هو