نام کتاب : غنية النزوع إلى علمي الأصول والفروع نویسنده : ابن زهرة جلد : 1 صفحه : 185
ذلك ، وظاهر قوله تعالى (فَاذْكُرُوا اللهَ
عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ)[١].
والمستحب أن
يطأ المشعر ، وأن يكبر الله تعالى ويسبحه ويحمده ويهلله مائة مرة ، ويصلي على محمد
وآله ما تيسر ويقول :
اللهم اهدني من
الضلالة ، وأنقذني من الجهالة ، واجمع لي خير الدنيا والآخرة ، وخذ بناصيتي إلى هداك
، وانقلني إلى رضاك ، فقد ترى مقامي بهذا المشعر الذي انخفض لك فرفعته ، وذل لك
فأكرمته ، وجعلته علما للناس ، فبلغني فيه مناي ونيل رجائي ، اللهم إني أسألك بحق
المشعر الحرام أن تحرم شعري وبشري على النار. وأن ترزقني حياة طيبة في طاعتك ، وبصيرة
في دينك ، وعملا بفرائضك ، واتباعا لأوامرك ، وخير الدارين جامعا ، وأن تحفظني في
نفسي وأهلي ومالي وإخواني برحمتك.
وأن يجتهد في
الدعاء والمسألة إلى ابتداء طلوع الشمس ، فإذا طلعت أفاض من المشعر ، ولا يجوز
لأحد مع الاختيار أن يخرج من المشعر قبل طلوع الفجر ، ولا يجوز وادي محسر حتى تطلع
الشمس ، ولا يخرج الإمام من المشعر حتى تطلع الشمس ، ويجوز للنساء إذا خفن مجيء
الدم الإفاضة ليلا ، وإتيان منى والرمي والذبح والتقصير ودخول مكة للطواف والسعي.
ولا يجوز أن
تصلي العشاءان إلا في المشعر إلا أن يخاف فوتها بخروج وقت المضطر ، ويستحب الجمع
بينهما بأذان واحد وإقامتين ، ويستحب إذا أفاض من المشعر إلى منى أن يسير بسكينة
ووقار ، ذاكرا لله سبحانه مستغفرا له ، وأن يقطع وادي محسر بالهرولة ويجزئه أن
يهرول فيه مائة خطوة ، وإن كان راكبا حرك فيه راحلته ، كل ذلك بدليل الإجماع
المتكرر ذكره.