عنوان 21 لم يخرج عن الأصل السابق إلا النجاسات المشهورة إذا علمت بعناوينها، و المرجع في الشك فيها أيضا إلى الأصل السابق. نعم، قد ادعي: أن الأصل في الدم النجاسة [1] و قواه بعض المتأخرين [2]. فلو شك أن هذا الدم من الدماء الطاهرة أو النجسة فالأصل النجاسة، و الوجه في ذلك أمور
أحدها: أن المحقق في المعتبر قال: كل دم نجس إلا دم غير ذي النفس بإجماع علمائنا
[3]. و هذه العبارة تدل بعمومها على كون المشكوك فيه داخلا تحت مورد النجاسة، و لا يخرج منه إلا ما علم كونه من غير ذي النفس. فإن قلت: هذا الكلام إنما يتم لو قلنا بأن الألفاظ موضوعة للأمور المعلومة أو منصرف إليها، حتى يصير المعنى: حتى يعلم أنه من غير ذي النفس، و كلاهما
[1] نسبه العلّامة الوحيد إلى بعض العماء، و قال: و هو الظاهر من الشيخ و غيره، مصابيح الظلام (مخلوط): 434.
[2] لم نقف عليه؛ إلّا أنّ السيّد العاملي قال: و قال الأستاذ الشريف: يبتني ذلك على أنّ الأصل في الدم الطهارة أو النجاسة؟ ثمّ مال إلى الثاني، مفتاح الكرامة 1: 138.