الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضلّ له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنّ إمامنا وسيدنا وحبيبنا وشفعينا وأسوتنا محمدا عبده ورسوله ، بعثه الله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كلّه ولو كره المشركون.
فهذا «ذيل تاريخ مدينة السّلام» لأبي عبد الله محمد بن سعيد ابن الدّبيثي ، أقدّمه لبغداد الحبيبة وساكنيها ووارديها ومحبيها والمجاهدين عن حماها ، ليكشف صفحة مضيئة من تاريخ هذه المدينة العريقة التي استعصت على الغزاة ، أو قامت بعد كبوة ، كما في هذا التاريخ الذي تناول عهد نهضة بني العباس في أيام الخليفة الهمام أسد بني العباس الناصر لدين الله ، ليكون نبراسا يضيء الدّروب المظلمة ، ويذكّر كلّ ذي بصيرة وغيرة وحمّية بحقّ مدينة السّلام بغداد عليه ، حققته وتعبت عليه حتى تجلّى بما هو عليه من الهيئة العلمية الرائقة والصّفة النافعة التي تمنيتها له وأنا بعيد عن مدينتي الحبيبة التي بها ولدت