عَشْرُ أَمْثالِها)[١] ولقوله تعالى : (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً)[٢] وقوله : (أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى)[٣] فإنّ الله يضاعف له الحسنات ويتجاوز له عن السيئات ، إنه مجيب الدعوات.
وصارت الجبانة روضة حسنة فائقة على غيرها من حسن بنائها ، وإتقان قضاضها ، وإحكام صنعتها ، وزاد في زينتها الزراعة المحدقة فيها ، والقضوب المحفوفة بها ، فحسنها يزهر ، ومنظرها [٤] يبهر. ولقد سألت من عاين جبانات الشام ومصلاتها ، هل عمل فيها مثلها ، فأخبرني من أثق بقوله ممن طاف الشام أنه لم يعمل فيه مثلها أبدا. وأما في اليمن ، فنحن من أهل اليمن ، فما رأينا في اليمن مثلها في حسن العناية والترتيب والعمارة والإتقان والإحكام.
* * *
فصل
في ذكر ما قيل فيها من الشعر
من ذلك ما قاله الأجلّ الأكمل الأديب العالم يحيى بن محمد بن الحسين بن عبد الله الحميري [٥] :
[٥] لم أجد للشاعر ترجمة ، ولعله كان معاصرا للأمير علم الدين وردسار وللمؤلف ، كما ينبئ بذلك البيت السابع عشر وما بعده من القصيدة. ونجد في هذه القصيدة الأبيات (١٣ و ١٤ و ١٥) هي ما سبق وعزي إلى الجارية في ص ٥٣٣