وروي في قصة قوم لوط لمّا أراد الله هلاكهم وجاءت رسل الله إلى إبراهيم 7 بالبشرى (قالُوا : إِنَّا مُهْلِكُوا أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَها كانُوا ظالِمِينَ. قالَ : إِنَّ فِيها لُوطاً قالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيها لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ)[٢](إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلى أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزاً مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ)[٣](وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ)[٤] يقال : إن الله تعالى لما بعث جبريل وميكائيل ومن بعث من الملائكة ليخسفوا بقرية لوط أتوا قبل ذلك [٥] إلى إبراهيم خليل الرحمن جلّ ذكره كما قال تعالى في كتابه (وَلَقَدْ جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى قالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ فَما لَبِثَ أَنْ جاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ)[٦] سمين فقربه إليهم (فَلَمَّا رَأى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ) خيفة ـ في نفسه [٧](ـ قالُوا لا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمِ لُوطٍ. وَامْرَأَتُهُ قائِمَةٌ فَضَحِكَتْ)[٨] تعجبا من غفلة قوم لوط عما قد أظلهم من عذاب الله وهم في غفلتهم يتمردون فلمّا ذهب [٩] الروع ، وهو الخوف الذي كان إبراهيم قد وجده في
[١] لم يذكر هذا العنوان في النسخ كلها وأضفناه على طريقة المؤلف.
[٢] العنكبوت : ٢٩ / ٣١ ـ ٣٢ ، وبداية الآية الأولى (وَلَمَّا جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى ...).