وبه نستعين ، وله الحمد والشكر ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين ، وبعد ففي التاريخ عبرة لمن اعتبر ، وفكرة لمن افتكر ، ولقد صدق الشاعر في قوله :
ليس بإنسان ولا عاقل
من لا يعي التاريخ في صدره
ومن درى أخبار من قبله
أضاف أعمارا إلى عمره
ونظرا لأن تاريخ اليمن بصفة عامة يكنفه الغموض في كثير من موضوعاته ، بل وفي كثير من عصوره التاريخية ، ونظرا لأن كتاب «تاريخ اليمن» لنجم الدين عمارة الحكمي اليمني يعتبر الأساس لكثير من المعلومات التاريخية التي وردت في كتب المؤرخين ، والكتاب الذين كتبوا بعده عن تاريخ اليمن ، ونظرا لندرة هذا الكتاب في العصر الحاضر ، وندرة المؤلفات المتداولة الخاصة باليمن المخطوط منها والمطبوع ، ونظرا لدراساتي الطويلة في تاريخ اليمن وبخاصة في العصور الوسطى ، واطلاعي على كثير من المخطوطات اليمنية التي لم تر النور بعد ، والتي استعنت بها عند تحضيري لنيل درجة الدكتوراة [١] ، وعند نشري لكتاب «الصليحيون والحركة الفاطمية
[١] وكان عنوان البحث : «الصليحيون في اليمن وعلاقاتهم بالفاطميين في مصر».