لقيته بالجزيرة ، فلقيت خير من يلقى تأنيسا وبرّا وكرما ، مع تصرّف في الأدب ، ومعرفة بالشعر ، وقول له ، وتركته هنالك. ثم بلغني أنه سعي به إلى السلطان ، فنفي من البلد ، وفرّق بينه وبين الأهل والولد. ومات طريدا غريبا ، رحمة الله عليه ، فقد كان مألفا ومقصدا لغرباء الأدب.
ولقد مرّ لي معه أيام لا يزال يتمثّلها الضّمير ، فتميد عليها أغصانه ، ويتذكرها فتشوقه أكثر مما تشوقه أوطانه. كتبت إليه في يوم أنس سمح به الزمان فكلّمه ، وبلغ من ساعده ما تمناه وأمّله [٢] : [الوافر]
[١] انظر ترجمته في نفح الطيب (ج ٥ / ص ٢١٦) واختصار القدح (ص ٨٦).