قرأت معه في إشبيلية على أبي الحسن الدّبّاج وغيره ، وكان من عجائب الزمان في ذكائه على صغر سنه ، يحفظ الأبيات الكثيرة من سمعة ، وبلغني أنه الآن شاعر خليفتهم بمراكش ، وعنوان طبقته قوله في ابن هود ، يصف راياته السود :
أعلامه السّود إعلام بسؤدده
كأنها فوق خدّ الملك خيلان
وقوله في غلام أصفر اللون ، التحى فذهبت بهجته ، وقصد هجاءه [٣] : [السريع]
كان لطيفا كثير النوادر ، أخبرني عنه تلميذ الشيخ أبو العباس النيّار ، بإشبيلية ، قال : جاءه يوما للقراءة صبيّ متخلّف ، فكان أول ما قرأ عليه بيت كثيّر : (حيّتك عزّة بعد الهجر