responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المطالع البدريّة في المنازل الروميّة نویسنده : بدر الدين محمّد العامري الغزّي الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 37

عذب غدق يغدق ، فأقمنا به ريثما نستريح ، ونزيح [١] علل الرفاق والدّواب ونريح ، ثم ترحّلنا منه عندما حان وقت الزوال [٩ أ] وامتد الظل ومال ، وكان ذلك اليوم أطول من ظل القناة ، وأحرّ من دمع المقلاة ، وسرنا والقيظ يشتدّ حرّه ، والهجير يتلظّى جمره ، إلى أن وافينا وادي الزّبدانيّ ، وقد أعرس بالورد وتزبّن بالعرار والرند ، واطردت جداوله أي طرد ، وفاح نسيمه المنعش للروح بالطيب والبرد ، فتلقانا أهله بحزم الورد النصيبي ، ووفر منه ذلك اليوم حظّي ونصيبي ، وقلت : [من المجتث]

جزنا بقوم كرام

وافوا بورد نصيبي

فاجزلوا منه حظّي

ومنه وفّوا نصيبي

فياله من واد ما أحلاه وأملحه ، وأفسحه وأفيحه وأفوحه ، كأن رياضه سماء زيّنت بالزواهر ، أو قباب زمرد رصّعت من الدر والياقوت بأنفس الجواهر ، أو عذارى تتجلّى في حلل سندسيّة باسطة أكفها للتسليم ، أو مهدية أقداحا ختامها مسك ومزاجها من صفاء التسنيم ، فتركنا عشه ودرجنا ، وما عجنا على غير المسير ولا عرجنا ، فوصلنا قرية صرغايا [٢] أصيل ذلك اليوم ، فنزلنا في أحسن المنازل بخلاف بقية القوم في أرض خضرة ، بين مياه خصرة وأزهار عطرة ، وأشجار نضرة ، وجورات [٣] [٩ ب] تميس بقدود الحور ، وتتستر [٤] بالأوراق تسترها بالشعور ، وحمائم تترنم على أعواد الغصون ، وتبدي فنون الأشواق والشجون ، كما قيل : [من الكامل]

تشدوا بعيدان الأراك حمائم

شد والقيان عزفن بالأعواد


[١] وردت هذه الكلمة في (ع): «ونربح» ، وفي (م): «ونزيل».

[٢] وردت هذه الكلمة في (ع): «صرغانا».

[٣] وردت هذه الكلمة في (م): «حورات».

[٤] وردت هذه الكلمة في (ع): «وتستتر».

نام کتاب : المطالع البدريّة في المنازل الروميّة نویسنده : بدر الدين محمّد العامري الغزّي الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 37
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست