والشيخ الصّالح الكامل العابد الزاهد العامل [١] المحبّ الصادق ، والخلّ الموافق ، ذو الإخلاص والصفاء ، والصدق والوفاء ، اللاهي بربه عن الملاهي ، الشيخ الصّوفيّ عبد الكريم الأمياهيّ [٢].
والشيخ الفاضل البارع الكامل العالم العامل ، ذو المناقب والشمائل ، الحافظ اللافظ ، المذكّر الواعظ ، الحسن السمت ، الطيّب النعت [١٨٠ ب] ذو الدّين الثخين [٣] ، والعقل المتين ، والفضل المبين ، قرّة عين المحب وسخنة [٤] عين العادي ، الشيخ أبو الحسن علاء الدّين ابن [٥] البغداديّ ، وغيرهم من المحبين والأصحاب المتوددين ، والتلامذة المترددين ولم يزالوا يفدون زمرا ويردون نفرا فنفرا.
فلمّا كثر المترددون والمنتابون ، وقد وصلنا إلى محلّة القابون [٦] ، نزلت من المحارة في رأس تلك الحارة ، وامتطيت صهوة جوادي ، وقد قوى فؤادي عند مشاهدة بلادي ، وظهرت للصحة إن شاء الله بوادي. فياله من طرف أشهب ، قد اختصر من بالغ في وصفه وأسهب ، مريع [٧] رائق ، لاحق سابق ، مطلق الجرائد ، قيد الأوابد ، يلوح كالصباح ، ويسابق الطرف ويباري الرماح ، ويمرح بين اختيال وارتياح ، وارتجاج وارتجاح. تستوقف اللحظات [٨] في حضرته برقة حسنه وكمال خلقته. ذي نخوة شمخت به عن نده ، وشهامة طمحت به عن ضده ، [١٨١ أ] فهو الأشمط الذي حقه