كما سمعتم فاختار أن أغرسه في الجنة ، اختار دار البقاء على دار الفناء» [١].
وقالت عائشة رضياللهعنها : لما قال له النبي 6 ذلك ، غار الجذع فذهب.
وقال ابن أبي الزناد : لم يزل الجذع على حاله زمان رسول الله وأبي بكر وعمر رضياللهعنهما ، فلما هدم عثمان رضياللهعنه المسجد اختلف في الجذع.
فمنهم من قال : أخذه أبيّ بن كعب فكان عنده حتى أكلته الأرضة ، ومنهم من قال : دفن في موضعه ، وكان الجذع في موضع الأسطوانة المخلقة التي عن يمين محراب النبي 6 عند الصندوق [٢].
ذكر عمل المنبر
وروى البخاري في «الصحيح» من حديث أبي حازم أن نفرا جاؤوا إلى سهل بن سعد ، قد تحاروا في المنبر من أي عود هو؟ فقال : أما والله إني لأعرف من أي عود هو ، ومن عمله.
رأيت رسول الله أول يوم جلس عليه.
فقلت له : فحدّثنا ، فقال : أرسل عليه الصلاة والسلام إلى امرأة : انظري غلامك النجار يعمل لي أعوادا أكلم الناس عليها ، فعمل هذه الدرجات الثلاث ، ثم أمر بها رسول الله 6 فوضعت بهذا الموضع وهي من طرفاء الغابة [٣].
وفي «صحيح البخاري» من حديث جابر بن عبد الله رضياللهعنه أن امرأة من الأنصار قالت لرسول الله 6 : يا رسول الله ألا أجعل لك شيئا تقعد عليه ، فإن لي غلاما نجارا ، قال : «إن شئت» ، فعمل له المنبر [٤].
وروى أبو داود في «سننه» من حديث عبد الله بن عمر رضي الله