responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الخراج وصناعة الكتابة نویسنده : قدامة بن جعفر    جلد : 1  صفحه : 464

الى ناحية بسبب وفائه ... وأما ما يكره الملك من شجاعتهم ونقصان عقولهم ، عن الوفاء بها ، فمن كانت هذه حاله فره في معيشته ، وحوله حسان النساء يحبب السلامة وتباعد ركوب المخاطرة ، وليكن خلقك حسنا ستدع به صفو النية وخلوص المقة [١] ولا يتناول من لذيذ العيش ، ما لا يمكن أوسط أصحابك تناول مثله ، فليس مع الاستئثار محبة ولا مع المواساة بغضة. واعلم ان المملوك اذا أستوى فليس يسأل عن مال مولاه ، وانما يسأل عن خلقه. ففيما ذكرناه متعلم لاهل التأمل وذوي الروية والتبصير لان فيه تبيانا عن صواب الرأي في مثل هذا الامر اذا عرض ، وتعريفا لوجوب الاحجام عن قتل من يتهم بالظنين وترفيعا عما يوحي العزم ويحبب السلامة من الاسباب التي يستعمل ، أو تذكيرا لما يلزم من ترك الاستبداد برغد العيش على من يستصحب ، وارشادا الى أحسن الخلق مما يوجب أن يؤثر ولا يغفل. وقالت حكماء الفرس : ان الملك اذا صان وحرس كان فيه أربع خلال من الفضائل ، ويكوّن له من ثماني عوارض من الافات يلحقها كثيرا ، وتتصل بها أبدا ، كان مستظهرا في أمره مستحقا لملكه موثقا لاركانه في جميع شأنه وهي النعمة من السكر والبطر ، وصحة الرأي من الجبن ، والفشل ، والقوة من البغي ، والعدوان ، والجرأة من السرف والاقتار.


[١] المقة : تعني المحبة.

نام کتاب : الخراج وصناعة الكتابة نویسنده : قدامة بن جعفر    جلد : 1  صفحه : 464
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست