أخرج ابن أبي حاتم عن علي بن رباح قال : حدثني فلان أن فروة بن مسيك الغطفاني قدم على رسول الله 6 فقال : يا نبي الله ، إن سبأ قوم كان لهم في الجاهلية عزّ ، وإني أخشى أن يرتدوا عن الإسلام ، أفأقاتلهم؟ فقال : «ما أمرت فيهم بشيء بعد» ، فأنزلت هذه الآية : (لَقَدْ كانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ) الآيات [١].
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق سفيان عن عاصم عن ابن رزين قال : كان رجلان شريكان خرج أحدهما إلى الشام وبقي الآخر ، فلما بعث النبي 6 ، كتب إلى صاحبه يسأله ما عمل؟ فكتب إليه أنه لم يتبعه أحد من قريش إلا رذالة الناس ومساكينهم ، فترك تجارته ثم أتى صاحبه فقال : دلني عليه ، وكان يقرأ بعض الكتب ، فأتى النبي 6 فقال : إلام تدعو؟ فقال : «إلى كذا وكذا» فقال : أشهد أنك رسول الله ، فقال : «وما علمك بذلك؟» قال : إنه لم يبعث نبي إلا اتبعه رذالة الناس ومساكينهم ، فنزلت هذه الآية : (وَما أَرْسَلْنا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قالَ مُتْرَفُوها إِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ) (٣٤) فأرسل إليه النبي 6 : «إن الله قد أنزل تصديق ما قلت» [٢].
[١] السيوطي ٢٣٤ ، وتفسير ابن كثير ، ج ٣ / ٥٣١ ، وتفسير القرطبي ، ج ١٤ / ٢٨٢.