في عملية الاستنباط ، ويفرض على الفقيه وضع القواعد الاصولية العامّة لعلاج تلك الفجوات.
الجذور المزعومة للحركة الأخبارية :
وبالرغم من أنّ المحدِّث الأسترآبادي كان هو رائد الحركة الأخبارية فقد حاول في فوائده المدنية أن يرجع بتأريخ هذه الحركة إلى عصر الأئمّة ، وأن يثبّت لها جذوراً عميقةً في تأريخ الفقه الإمامي لكي تكتسب طابعاً من الشرعية والاحترام ، فهو يقول : إنّ الاتّجاه الأخباري كان هو الاتّجاه السائد بين فقهاء الإمامية إلى عصر الكليني والصدوق وغيرهما من ممثّلي هذا الاتّجاه في رأي الأسترآبادي ، ولم يتزعزع هذا الاتّجاه إلّا في أواخر القرن الرابع وبعده ؛ حين بدأ جماعة من علماء الإمامية ينحرفون عن الخطّ الأخباري ويعتمدون على العقل في استنباطهم ، ويربطون البحث الفقهي بعلم الاصول تأثّراً بالطريقة السنّية في الاستنباط ، ثمّ أخذ هذا الانحراف بالتوسّع والانتشار [١].
ويذكر المحدّث الأسترآبادي [٢] بهذا الصدد كلاماً للعلّامة الحلّي ـ الذي عاش قبله بثلاثة قرون ـ جاء فيه التعبير عن فريقٍ من علماء الإمامية بالأخباريّين ، ويستدلّ بهذا النصّ على سبق الاتّجاه الأخباري تأريخياً.
ولكنّ الحقيقة أنّ العلّامة الحلّي يشير بكلمة «الأخباريّين» [٣] في حديثه إلى مرحلةٍ من مراحل الفكر الفقهي ، لا إلى حركةٍ ذات اتّجاهٍ محدّد في