ولتوضيح الحقّ فيها لا بدّ من بيان المختار في حقيقة العلم الإجمالي ، ثمّ نذكر سائر المسالك المعروفة في تصويره مع دفعها ، وبعده نبحث عن مقدار تنجيز العلم الإجمالي وإيصاله للواقع على جميع تلك المباني.
الرأي المختار في حقيقة العلم الإجمالي
مقدّمة :
ولتحقيق الحقّ وتشخيص متعلّق العلم الإجمالي نقدِّم أمرين لهما دخل في حلّ المشكلة :
الأول : أنّ الحمل على قسمين : الحمل الأوّلي الذاتي ، والحمل الشائع الصناعي ، كما هو واضح. والشيء قد يصدق حمل مفهومٍ عليه بالحمل الأولي ، ولا يجوز حمله عليه بالحمل الشائع الصناعي ، ولذا اشترط بعض المحقّقين [١] في التناقض وحدة الحمل ، فمفهوم النوع ـ مثلاً ـ نوع بالحمل الأولي ، وليس نوعاً
[١] وهو صدر المتألّهين محمّد بن إبراهيم ملا صدرا الشيرازي في الأسفار ١ : ٢٩٢ ـ ٢٩٤