responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : هداية الناسكين نویسنده : الصانعي، الشيخ يوسف    جلد : 1  صفحه : 90

والسعي تمام ذي الحجّة.([1])


[1] ينبغي هنا ذكر حج النبيّ6: من الروايات:

عليٌّ بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعاً عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبداللّه7 قال: إنّ رسول اللّه6 أقام بالمدينة عشر سنين لم يحجَّ ثمَّ أنزل اللّه عزَّ وجلَّ عليه : (وأَذِّن في الناس بالحجّ يأتوك رجالاً وعلى كلِّ ضامر يأتين من كلِّ فجٍّ عميق)، فأمر المؤذِّنين أن يؤذِّنوا بأعلى أصواتهم بأنَّ رسول اللّه6 يحجُّ في عامه هذا، فعلم به من حضر المدينة وأهل العوالي والأعراب واجتمعوا لحجِّ رسول اللّه6 وإنّما كانوا تابعين ينظرون ما يؤمرون ويتبعونه أو يصنع شيئاً فيصنعونه، فخرج رسول اللّه6في أربع بقين من ذي القعدة، فلمّا أنتهى إلى ذي الحليفة زالت الشمس فاغتسل ثمَّ خرج حتّى أتـى المسجد الذي عند الشجرة فصلّى فيه الظهر وعزم بالحجِّ مفرداً وخرج حتّى انتهى إلى البيداء عند الميل الأوّل، فصفّ له سماطان فلبّى بالحجِّ مفرداً وساق الهدي ستّاً وستّين أو أربعاً وستّين حتّى انتهى إلى مكّة في سلخ أربع من ذي الحجّة، فطاف بالبيت سبعة أشواط، ثمَّ صلّى ركعتين خلف مقام إبراهيم7، ثمَّ عاد إلى الحجر فاستلمه وقد كان استلمه في أوَّل طوافه ثمَّ قال: إنَّ الصفا والمروة من شعائر اللّه فأبدأ بما بدأ اللّه تعالى به، وإنَّ المسلمين كانوا يظنّون أنَّ السعي بين الصفا والمروة شيء صنعه المشركون فأنزل اللّه عزَّوجلَّ: (إنّ الصفا والمروة من شعائر اللّه فمن حجَّ البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوَّف بهما)، ثمَّ أتى الصفا فصعد عليه واستقبل الرُكن اليمانيّ فحمد اللّه وأثنى عليه ودعا مقدار مايقرأ سورة البقرة مترسّلاً ثمَّ انحدر إلى المروة فوقف عليها كما وقف على الصفا ثمَّ انحدر وعاد إلى الصفا فوقف عليها ثمَّ انحدر إلى المروة حتّى فرغ من سعيه، فلمّا فرغ من سعيه وهو على المروة أقبل على الناس بوجهه فحمد اللّه وأثنى عليه ثمَّ قال: إنَّ هذا جبرئيل ـ وأومأ بيده إلى خلفه ـ يأمرني أن آمر من لم يسق هدياً أن يحلَّ، ولو استقبلت من أمري ما استدبرت لصنعت مثل ماأمرتكم ولكنّي سقت الهدي ولا ينبغي لسائق الهدي أن يحلّ حتّى يبلغ الهدي محلّه; قال: فقال له رجل من القوم: لنخرجنَّ حجّاجاً ورؤوسنا وشعورنا تقطر فقال له رسول اللّه6: أما إنّك لن تؤمن بهذا أبداً; فقال له سراقة بن مالك بن جعشم الكنانيّ: يارسول اللّه عَلّمنا ديننا كأنّا خلقنا اليوم فهذا الذي أمرتنا به لعامنا هذا أم لما يستقبل؟ فقال له رسول اللّه6 : بل هو للأبد إلى يوم القيامة، ثمَّ شبّك أصابعه وقال: دخلت العمرة في الحجّ إلى يوم القيامة، قال: وقدم عليٌّ7من اليمن على رسول اللّه6وهو بمكّة فدخلت علي فاطمة3 وهي قد أحلّت فوجد ريحاً طيِّبةً ووجد عليها ثياباً مصبوغة فقال: ماهذا يا فاطمة؟ فقالت أمرنا بهذا رسول اللّه6فخرج عليٌّ7إلى رسول اللّه6مستفتياً، فقال: يارسول اللّه إنّي رأيت فاطمة قد أحلّت وعليها ثياب مصبوغة؟ فقال رسول اللّه6 : أنا أمرت الناس بذلك فأنت ياعليُّ بما أهللت؟ قال: يارسول اللّه إهلالاً كإهلال النبيِّ، فقال له رسول اللّه6: قرَّ على إحرامك مثلي وأنت شريكي في هديي، قال: ونزل رسول اللّه6بمكّة بالبطحاء هو وأصحابه ولم ينزل الدُور فلمّا كان يوم التروية عند زوال الشمس أمر الناس أن يغتسلوا ويهلّوا

بالحجّ وهو قول اللّه عزَّ وجلَّ الذي أنزل على نبيّه6: (فأتبعوا ملّة أبيكم إبراهيم) فخرج النبيُّ6وأصحابه مهلّين بالحجّ حتّى أتى منى فصلّى الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة والفجر ثمَّ غدا والناس معه وكانت قريش تفيض من المزدلفة وهي جمع ويمنعون الناس أن يفيضوا منها، فأقبل رسول اللّه6 وقريش ترجو أن تكون إفاضته من حيث كانوا يفيضون فانزل اللّه عليه : (ثمَّ أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا اللّه) ، يعني إبراهيم وإسماعيل وإسحاق في إفاضتهم منها ومن كان بعدهم، فلمّا رأت قريش أنَّ قبّة رسول اللّه6 قد مضت كأنّه دخل في أنفسهم شيء للذي كانوا يرجون من الإفاضة من مكانهم حتّى انتهى إلى نمرة وهي بطن عرنة بحيال الأراك فضربت قبّته وضرب الناس أخبيتهم عنده فلمّا زالت الشمس خرج رسول اللّه6ومعه قريش وقد اغتسل وقطع التلبية حتّى وقف بالمسجد فوعظ الناس وأمرهم ونهاهم، ثمَّ صلى الظهر والعصر بأذان وإقامتين ، ثمَّ مضى إلى الموقف فوقف به فجعل الناس يبتدرون أخفاف ناقته يقفون إلى جانبها فنحَّاها، ففعلوا مثل ذلك، فقال: أيّها الناس ليس موضع أخفاف ناقتي بالموقف ولكن هذا كلّه ـ وأومأ بيده إلى الموقف ـ فتفرَّق الناس، وفعل مثل ذلك بالمزدلفة فوقف الناس حتّى وقع القرص ـ قرص الشمس ـ ثمَّ أفاض وأمر الناس بالدعة حتّى انتهوا إلى المزدلفة وهو المشعر الحرام فصلّى المغرب والعشاء الآخرة بأذان واحد وإقامتين ثمَّ أقام حتّى صلّى فيها الفجر وعجّل ضعفاء بني هاشم بليل وأمرهم أن لايرموا الجمرة ـ جمرة العقبة ـ حتّى تطلع الشمس فلمّا أضاء له النهار أفاض حتّى أنتهى إلى منى فرمى جمرة العقبة، وكان الهدي الذي جاء به رسول اللّه6أربعة وستّين أو ستّة وستّين وجاء عليُّ7 بأربعة وثلاثين أو ستّة وثلاثين، فنحر رسول اللّه6ستّة وستّين ونحر عليُّ7 أربعة وثلاثين بدنة وأمر رسول اللّه6أن يؤخذ من كلِّ بدنة منها جذوة من لحم، ثمَّ تطرح في برمة، ثمّ تطبخ، فأكل رسول اللّه6وعليّ وحسيا من مرقها ولم يعطيا الجزَّارين جلودها ولا جلالها ولا قلائدها وتصدّق به وحلق وزار البيت ورجع إلى منى وأقام بها حتّى كان اليوم الثالث من آخر أيّام التشريق، ثمَّ رمى الجمار ونفر حتّى انتهى إلى الأبطح فقالت له عائشة: يا رسول اللّه ترجع نساؤك بحجّة وعمرة معاً وأرجع بحجّة؟ فأقام بالأبطح وبعث معها عبدالرحمن بن أبي بكر إلى التنعيم فأهلّت بعمرة ثمَّ جاءت وطافت بالبيت وصلّت ركعتين عند مقام الحرام ولم يطف بالبيت ودخل من أعلى مكّة من عقبة المدنيّين وخرج من أسفل مكّة من ذي طول. (الكافي 4: 245، ح4).

نام کتاب : هداية الناسكين نویسنده : الصانعي، الشيخ يوسف    جلد : 1  صفحه : 90
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست