ابتكارا جديدا بل هو بصيرة ورؤية نافذة بلغها أنبياء الله وفي طليعتهم إبراهيم النبي في صحفه، وفي سائر الصحف الأخرى التي تلته كصحف موسى (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى * بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى * إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى * صُحُفِ إبراهيم وَمُوسَى).

وقد أشار نبينا المصطفى 6 إلى أن هذه من صحف إبراهيم، والباقية في أيدي الناس وقد استفاد ابن عباس من ذلك أن هذه (بنصها) موجودة في صحف إبراهيم. حيث سأل أبو ذر النبي فهل في الدنيا شيء مما كان في صحف إبراهيم وموسى 8 مما أنزل الله عليك؟ قال: اقرأ يا أبا ذر.. وتلا عليه الآيات من آخر سورة الأعلى.

المستحبات والسنن في صحف إبراهيم:

كما يوجد في صحف إبراهيم وملته وتوجيهات، أصول العقائد وبرامج الحياة العامة وقوانين الكسب والجزاء في الدنيا والآخرة، بل والأمور الأخلاقية، يوجد فيها تشريعات بعضها يوجد في هذه الصحف أيضًا أحكام وتشريعات منها ما هو واجبٌ ومنها ما هو مستحب، وهذا ما يستفاد من رواية عن الإمام محمد الباقر 7 وقد نقلها العلامة المجلسي في البحار في ذيل الآية (ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إبراهيم حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) قال: (... أنزل الله على إبراهيم الحنيفية وهي الطهارة وهي عشرة أشياء خمسة في الرأس وخمسة في البدن وأما التي في الرأس فأخذ الشارب، وإعفاء اللحى، وطم الشعر(يعني جزه)، والسواك والخِلال، وأما التي في البدن فحلق الشعر من البدن، والختان، وقلم الاظفار والغسل من الجنابة، والطهور بالماء، فهذه خمسة في البدن وهي الحنيفية الطاهرة التي جاء بها إبراهيم فلم تنسخ ولا تنسخ إلى يوم القيامة وهو قوله