responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أنا الحسين بن علي نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 57

ولا نعلم هل أن من البكاء نكت ثنايا الحسين 7؟[1] وهل من البكاء قوله لزينب: إنما خرج من الدين أبوك وأخوك؟[2]

إن من ميزات هذا الخط (الشامي) رفع المسؤولية عن يزيد إلى الحد الذي جعلوه يبكي على الحسين، ورفعوا عنه جريمة ضرب رأس الحسين بالقضيب، وتحميل ذلك لابن زياد مثلما رأينا في (جهاد) ابن تيمية لنفي مسؤولية يزيد! وهكذا هنا التهالك على رواية الزبير بن بكار وإثبات أن الذي ضرب الرأس هو ابن زياد، وينفرد في هذه المسألة الخط الشامي المسكون بالاتجاه الأموي عن سائر المؤرخين حتى عند من يعتمدون عليه كابن سعد الذي ثبت في مقتله ضرب يزيد رأس الحسين في أكثر من رواية، لكنهم (يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ)[3].

فمن جهة هم يسعون قدر الإمكان إلى تغييب الفظاعات والجرائم التي ارتكبها الجيش الأموي، وتخفيف شناعة ما تم ارتكابه من أهل بيت النبي وسيد شباب أهل الجنة على وجه الخصوص ولذلك فهم لا يعرضون بشكل تفصيلي لما جرى على الحسين وأهل بيته، وإنما يختصرون الحدث ببضع كلمات كما فعل الذهبي في مقتل الحسين 7، وفي المقابل يؤكدون على حزن يزيد وبكائه على ما حصل ويلقون باللوم على ابن زياد!

مقتل البلاذري[4]في أنساب الأشراف

1) يمكن اعتباره من أفضل ما دونه مؤرخو مدرسة الخلفاء في مقتل الحسين



[1]) الطبري 4/ 356

[2]) المصدر 353

[3]) سورة يوسف :آية 105

[4]) أحمد بن يحيى بن جابر البغدادي توفى سنة 279 هـ أخذ عن المدائني وابن سعد البغدادي، وعمل في بلاط الخلفاء العباسيين؛ المتوكل والمستعين والمعتز، وصفه بعض الباحثين بأنه ممثل للتطور الجديد ممن "كان عملهم انتقاء المادة بعد النقد واستفادتهم من المصادر المختلفة ككتب الإخباريين، وكتب الأنساب وغيرها "وبالرغم من اتصاله بالخلفاء العباسيين إلا أن هذا لم يؤثر بشكل واضح في كتابته. يعتقد أنه تجاوز المناطق المحرمة التي تُتَجنب من قبل مؤرخي مدرسة الخلفاء: كما يلحظ الناظر في نقله لخبر السقيفة والخلافة وما جرى فيه بل لقد نقل خبرا يفيد اغتيال عمر بن الخطاب لسعد بن عبادة، ونقل حادثة اعتدائه على فاطمة الزهراء وأكثر من رواية شديدة في معاوية منها أنه يموت على غير ملة النبي!. وربما يكون لهذا السبب وأمثاله فإنهم وإن مدح في كلمات الرجاليين بحسن التصنيف وسعة العلم، إلا أنه لم يتم توثيقه بشكل صريح. بل ربما طعن فيه لمحتوى ما نقل في كتبه من أحاديث كما قال ابن عدي: حدث بأحاديث في الفضائل لم يوافقه عليها أحد، ومثالب لغيرهم مناكير، ونسبوه إلى التشيع. نعم وثقه الدارقطني لكن لا مطلقا فقال: ثقة، لكنه يخطئ على معمر في أحاديث.

إلا أن الشريف المرتضى من أعلام الإمامية قد وصفه بالوثاقة والضبط في كتابه الشافي عند احتجاجه على القاضي عبد الجبار بقوله: " أما كون أبي بكر في جملة جيش أسامة فظاهر، قد ذكره أصحاب السير والتواريخ، وقد روى البلاذري في تاريخه وهو معروف بالثقة والضبط وبرئ من ممالأة الشيعة ومقاربتها.." يعتبر كتاباه: أنساب الأشراف، ومعجم البلدان من الكتب المهمة في موضوعهما.

نام کتاب : أنا الحسين بن علي نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 57
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست