: أوّل يوم من شوّال و
هو يوم عيد الفطر، و إنّما كان عيد المؤمنين بمسرّتهم لقبول أعمالهم و تكفير
سيّئاتهم و مغفرة ذنوبهم، و ما جاءت به البشارة من عند ربّهم جلّ اسمه من عظيم
الثّواب لهم على صيامهم و قربتهم[2] و اجتهادهم،
و في هذا اليوم غسل و هو علامة التّطهير من الذّنوب، و التّوجّه إلى اللّه تعالى
في طلب الحوائج و مسألة القبول. و من السّنّة فيه مسّ الطّيب و لبس أفخر[3] الثّياب، و
الخروج إلى الصّحراء، و البروز للصلاة تحت السماء. و يستحبّ أن يتناول الإنسان فيه
شيئا من المأكول قبل الصلاة، و أفضل ذلك السّكر. و يستحبّ تناول شيء من تربة
الحسين، فإنّ فيها شفاء من كلّ داء، و يكون ما يؤخذ منها مبلغا يسيرا.
و صلاة العيد في هذا
اليوم فريضة مع الإمام، و سنّة على الانفراد، و هي ركعتان بغير أذان و لا إقامة، و
وقتها عند انبساط الشّمس بعد ذهاب حمرتها، و في هاتين الركعتين اثنتا عشرة تكبيرة،
منها سبع في الأولى مع تكبيرة الافتتاح و الركوع، و خمس في الثّانية مع تكبيرة
القيام، و القراءة فيها عند آل الرّسول 6 قبل التكبير،
و القنوت فيها بين كلّ تكبيرتين بعد القراءة.
و في هذا اليوم فريضة
إخراج الفطرة، و وقتها من طلوع الشّمس إلى الفراغ من صلاة العيد، فمن لم يخرجها من
ماله و هو متمكّن من ذلك قبل مضيّ وقت الظّهر، فقد ضيّع فرضا و اكتسب مأثما، و من
أخرجها من ماله فقد أدّى الواجب و إن تعذّر عليه بوقت وجود الفقراء.