responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سر الأسرار و مظهر الأنوار فيما يحتاج إليه الأبرار نویسنده : الجيلاني، عبد القادر    جلد : 1  صفحه : 78

شيئا بألسنتكم، فإذا تركتم ذلك فلا تسألوهم بقلوبكم، فإن السؤال بالقلب كالسؤال باللسان.

ثم اعلموا أن اللّه كل يوم هو في شأن، في تغيير و تبديل و رفع و خفض، فقوم يرفعهم إلى عليين، و قوم يحطهم إلى أسفل سافلين، فخوف الذين رفعهم إلى عليين أن يحطهم إلى أسفل سافلين، و رجاؤهم أن يبقيهم و يحفظهم على ما هم عليه من الرفع. و خوف الذين حطهم إلى أسفل سافلين، أن يبقيهم و يخلدهم على ما هم فيه من الحط، و رجاؤهم أن يرفعهم إلى عليين، ثم انتبهت.

المقالة السادسة عشرة في التوكّل و مقاماته‌

قال رضي اللّه عنه: ما حجبت عن فضل اللّه و البدء بنعمه إلا لاتّكالك على الخلق و الأسباب، و الصنائع و الاكتساب، فالخلق حجابك عن الأكل بالسنة و هو المكسب، فما دمت قائما مع الخلق راجيا لعطاياهم و فضلهم سائلا لهم مترددا إلى أبوابهم فأنت مشرك باللّه خلقه، فيعاقبك بحرمان الأكل بالسنة الذي هو الكسب من حلال الدنيا، ثم إذا تبت عن القيام مع الخلق و شركك بربك عزّ و جلّ إياهم و رجعت إلى الكسب فتأكل بالكسب و تتوكل على الكسب و تطمئن إليه و تنسى فضل الرب عزّ و جلّ، فأنت مشرك أيضا، إلا أنه شرك خفي أخفى من الأول، فيعاقبك اللّه عزّ و جلّ و يحجبك عن فضله و البداءة به، فإذا تبت عن ذلك و أزلت الشرك عن الوسط، و رفعت اتكالك عن الكسب و الحول و القوة، و رأيت اللّه عزّ و جلّ هو الرزاق، و هو المسبب و المسهل و المقوي على الكسب، و الموفق لكل خير، و الرزق بيده تارة يواصلك به بطريق الخلق على وجه المسألة لهم في حالة الابتلاء أو الرياضة أو عند سؤالك له عزّ و جلّ، و أخرى بطريق الكسب معاوضة و أخرى من فضله مبادأة من غير أن ترى الواسطة و السبب، فرجعت إليه و استطرحت بين يديه، رفع الحجاب بينك و بين فضله. و باداك و غذاك بفضله، عند كل حاجة على قدر ما يوافق حالك، كفعل الطبيب الشفيق الرفيق الحبيب للمريض حماية منه عزّ و جلّ، و تنزيها لك عن الميل إلى من سواه، يرضيك بفضله، فإذا ينقطع عن قبلك كل إرادة و كل شهوة و لذة و مطلوب و محبوب، فلا يبقى في قلبك سوى إرادته عزّ و جلّ، فإذا أراد أن يسوق إليك قسمك الذي لا بد من تناوله و ليس هو رزقا لأحد من خلقه سواك، أوجد عندك شهوة ذلك القسم و ساقه إليك، فيواصلك به عند الحاجة، ثم يوفقك و يعرفك أنه منه‌

نام کتاب : سر الأسرار و مظهر الأنوار فيما يحتاج إليه الأبرار نویسنده : الجيلاني، عبد القادر    جلد : 1  صفحه : 78
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست