responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سر الأسرار و مظهر الأنوار فيما يحتاج إليه الأبرار نویسنده : الجيلاني، عبد القادر    جلد : 1  صفحه : 113

فعلامة الابتلاء على وجه المقابلة و العقوبات، عدم الصبر عند وجودها و الجزع و الشكوى إلى الخليقة و البريات.

و علامة الابتلاء تكفيرا و تمحيصا للخطيات وجود الصبر الجميل من غير شكوى و إظهار الجزع إلى الأصدقاء و الجيران و التضجر بأداء الأوامر و الطاعات.

و علامة الابتلاء ارتفاع وجود الرضا و الموافق، و طمأنينة النفس و السكون بفعل إله الأرض و السموات، و الفناء فيها إلى حين الانكشاف بمرور الأيام و الساعات.

المقالة السادسة و الأربعون في قوله صلى اللّه عليه و سلم عن الحديث القدسي «من شغله ذكري ...»[1] إلى آخره‌

قال رضي اللّه عنه و أرضاه: في قول النبي صلى اللّه عليه و سلم عن ربي عزّ و جلّ: «من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين» و ذلك أن المؤمن إذا أراد اللّه عزّ و جلّ اصطفاءه و اجتباءه، سلك به الأحوال و امتحنه بأنواع المحن و البلايا فيفقره بعد الغنى و يضطره إلى مسألة الخلق في الرزق عند سد جهاته عليه، ثم يصونه عن مسألتهم و يضطره إلى الكسب و يسهله عليه و ييسره له فيأكل بالكسب الذي هو السنة، ثم يعسره عليه و يلهمه السؤال للخلق، و يأمره به بأمر باطن يعلمه و يعرفه و يجعل عبادته فيه و معصيته في تركه، ليزول بذلك هواه و تنكسي نفسه و هي حالة الرياضة فيكون سؤاله على وجه الإجبار لا على وجه الشرك بالجبار، ثم يصونه عن ذلك و يأمره بالفرض منهم أمرا جزما لا يمكنه تركه كالسؤال من قبل ثم ينقله من ذلك و يقطعه عن الخلق و معاملتهم، فيجعل رزقه في السؤال له عزّ و جلّ فيسأله جميع ما يحتاج إليه فيعطيه عزّ و جلّ و لا يقطعه إن سكت و أعرض عن السؤال، ثم ينقله من السؤال باللسان إلى السؤال بالقلب فيسأله بقلبه جميع ما يحتاج فيعطيه حتى أنه لو سأله بلسانه لم يعطه أو سأل الخلق لم يعطوه، يغنيه عنه و عن السؤال جملة ظاهرا و باطنا. فيناديه بجميع ما يصلحه و يقوم به أوده من المأكول و المشروب و الملبوس و جميع مصالح البشر من غير أن يكون هو فيها أو تخطر بباله. فيتولاه عزّ و جلّ و هو


[1] - رواه الترمذي( 5/ 184)، و الدارمي( 2/ 238)، و القضاعي في الشهاب( 1/ 340)،( 2/ 326).

نام کتاب : سر الأسرار و مظهر الأنوار فيما يحتاج إليه الأبرار نویسنده : الجيلاني، عبد القادر    جلد : 1  صفحه : 113
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست