responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حى بن يقظان نویسنده : ابن طفيل    جلد : 1  صفحه : 85

وحدة الوجود

و لهذه الذات سبعون الف وجه، في كل وجه سبعون الف فم، و في كل فم سبعون الف لسان، يسبح بها ذات الواحد الحق، و يقدسها و يمجدها، لا يفتر.

و رأى لهذه الذات التي توهم فيها الكثرة، و ليست كثيرة، من الكمال و اللذة، مثل الذي رآه لما قبلا. و كأن هذه الذات صورة الشمس التي تظهر في ماء مترجرج، قد انعكست اليها الصورة من آخر المرايا التي انتهى اليها الانعكاس، على الترتيب المتقدم من المرآة الاولى، التي قابلت الشمس بعينها.

ثم شاهد لنفسه ذاتا مفارقة، لو جاز ان تتبعض ذات السبعين الف وجه، لقلنا انها بعضها.

مشاهدته الانفس التي وصلت مثله الى هذه المعرفة. كل هذه الانفس متحدة كأنها نفس واحدة

و لو لا ان هذه الذات حدثت بعد ان لم تكن، لقلنا انها هي؛ و لو لا اختصاصها ببدنه عند حدوثه، لقلنا انها لم تحدث. و شاهد في هذه الرتبة ذواتا مثل ذاته لاجسام كانت ثم اضمحلت، و لاجسام لم تزل معه في الوجود، و هي من الكثرة في حد بحيث لا تتناهى، ان جاز ان يقال لها كثيرة؛ او هي كلها متحدة، ان جاز ان يقال لها واحدة.

لا يمكن وصف سعادة هذه الانفس‌

و رأى لذاته و لتلك الذوات، التي في رتبته، من الحسن و البهاء و اللذة غير المتناهية، ما لا عين رأت و لا اذن سمعت، و لا خطر على قلب بشر، و لا يصفه الواصفون، و لا يعقله الا الواصلون العارفون.

يردد هنا تقسيم الأنفس عند ابن سينا: اللاحقون- اهل الميمنة- اهل الميسرة

و شاهد ذواتا كثيرة مفارقة للمادة، كأنها مرايا صدئة، قد ران عليها الخبث،

نام کتاب : حى بن يقظان نویسنده : ابن طفيل    جلد : 1  صفحه : 85
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست