إلهي إنّ
ذنوبي و كثرتها قد غبّرت وجهي عندك، و حجبتني عن استئهال رحمتك، و باعدتني عن
استنجاز[2]
مغفرتك، و لو لا تعلقّي بآلائك و تمسّكي بالرّجاء لما وعدت أمثالي من المسرفين، و
أشباهي من الخاطئين، بقولك: «يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى
أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ
الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ» و حذّرت القانطين من
رحمتك، فقلت «وَ مَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ» ثمّ ندبتنا
برحمتك إلى دعائك، فقلت: «ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ
يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ» إلهي لقد
كان ذلّ الأياس عليّ مشتملا، و القنوط من رحمتك بي ملتحفا[3]، إلهي لقد[4] وعدت المحسن ظنّه بك ثوابا،
و أوعدت المسيء بك ظنّه[5]
عقابا.
______________________________
منه الفرع عن القوّة إلى الفعل هكذا: هذا شيء، و كلّ شيء تسعه رحمة اللّه، فهذا
تسعه رحمة اللّه، فاستوسع رحمة اللّه أيّها المذنب، و لا تقنط من رحمته على حال.
قوله: و
أوعدت المسيء بك ظنّه عقابا.
قيل: معنى حسن الظنّ
باللّه أن يحسن ظنّه بالغفران إذا ظنّه حين يستغفر،
[1] هذا الدعاء يسمّى دعاء الاعتقاد، و هو مرويّ عن
الكاظم و الرضا عليهما السّلام، و نسخه مختلفة بالزيادة و النقصان. و هو دعاء جليل
القدر عظيم الشأن، يدعى به في الصباح و المساء أيضا بإبدال أصبحت، أمسيت( منه رحمه
اللّه).