و في الدين قد قاسوا و عاثوا و خبّطوا
بآرائهم تخبيط عشواء معسار
و انعش قلوبا في انتظارك قرّحت
و أضجرها الأعداء أية اضجار
و خلّص عباد اللّه من كلّ غاشم
و طهّر بلاد اللّه من كلّ كفّار
و عجّل فداك العالمون بأسرهم
و بادر على اسم اللّه من غير انظار
تجد من جنود اللّه خير كتائب
و أكرم أعوان و أشرف أنصار
بهم من بني همدان اخلص فتية
يخوضون أغمار الوغى غير فكّار
بكلّ شديد البأس عبل شمردل
الى الحتف مقدام على الهول صبّار
تحاذره الأبطال في كلّ موقف
و ترهبه الفرسان في كلّ مضمار
أيا صفوة الرحمن دونك مدحة
كدرّ عقود في ترائب أبكار
يهنا ابن هاني ان أتى بنظيرها
و يعنو لها الطائي من بعد بشّار
إليك البهائيّ الحقير يزفّها
كغانية ميّاسة القدّ معطار
تغار إذا قيست لطافة نظمها
بنفحة أزهار و نسمة أسحار
إذا رددت زادت قبولا كأنّها
أحاديث تجد لا تملّ بتكرار
*** و قال الشيخ البهائي في غديريته:
رعى اللّه ليلة بتنا سهارى
خلعنا بحبّ العذاري العذارا
و لمّا سرى النجم و البدر حارا
أماطت ذات الخمار الخمارا
و صيّرت الليل منها النهارا
و كنّا بجنح الدّجى أدعج
و بعض الى بعضنا ملتجي
فقامت لساق لها مدلج
و جاءت تشمّر من أبلج
كما طلع البدر حين استنارا
تبدّت بنور لها لائح
و وجه لبدر الدّجى فاضح
و خدّ بماء الحيا ناضح
و تبسّم عن أشنب واضح
كزهر الإقاح إذا ما استنارا