«مِنْ بَهائِكَ» متعلق ب «أبهاه»، و هو متعلق ب «أسئلك». أى أسئلك
بأبهى من بهائك؛ و كذلك ساير الفقرات.
و اعلم أن السالك بقدم المعرفة إلى اللّه لا يصل إلى الغاية القصوى و
لا يستهلك في أحدية الجمع و لا يشاهد ربه المطلق الاّ بعد تدرّجه في السير إلى
منازل و مدارج و مراحل و معارج من الخلق إلى الحق المقيد، و يزيل القيد يسيرا
يسيرا، و ينتقل من نشأة إلى نشأة و من منزل إلى منزل حتى ينتهى إلى الحق المطلق،
كما هو المشار إليه في الكتاب الالهى لطريقة شيخ الأنبياء (عليه و عليهم الصلوة و
السلام) بقوله تعالى: فَلَمّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ
رَأْى كَوْكَباً قالَ هذا رَبّى- الى قوله- انّى وَجَّهْتُ وَجْهِىَ لِلَّذى فَطَرَ السَّمواتِ وَ الارْضَ
حَنيفاً مُسْلِماً وَ ما انَا مِنَ الْمُشْرِكينَ.[1]
فتدرّج من ظلمات عالم الطبيعة متدرجا مرتقيا إلى عالم الربوبية.