responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ترتيب السّلوك‌ و يليه رسالة في أدب العلم نویسنده : ابن عطاء اللّه السّكندري    جلد : 1  صفحه : 23

النهاية كان يرى جملة الكون بنور كان له، لا يخفى من الكون عليه شي‌ء، و[1] يرى جملة الكون من السماء إلى الأرض رؤية عيان‌[2]، و لكن بقلبه، و ليس رؤية العلم، بل مشاهدة و اطلاع، حتى لا يخفى عليه في الكون ذرة فما دونها، كان أكبر أم أصغر.

فصل‌

إذا تحقق الذاكر في ذكر اللسان، وقع ذكر اللسان في قلبه، حتى يعود القلب ذاكرا. فإذا عاد القلب ذاكرا وردت عليه حينئذ[3] أحوال يجدها من نفسه، بل يسمع في قلبه للّه تعالى أسماء و أذكارا[4] لم يسمعها قط، و لا قرأها في كتاب، بعبارات مختلفة، و ألسنة متباينة، لم يسمعها ملك و لا آدمي.

فإن لازم ما هو عليه، و لم يقف مع هذه الواردات، نال المريد حتى ينتهي إلى أن يسمع المريد ذكر البرّ، و إن التفت إلى ما يجري عليه من هذه الأحوال، و لاحظ هذه الأذكار، و اشتغل بها، فقد أساء الأدب، فيعاقب في الوقت، و عقوبته انقطاع المريد. ثم إن أمعن في الملاحظة، فيردّ إلى حال العلم بعد اليقين، و ترد عليه علوم حتى يظن أنه قد فتح عليه. فإن وقف مع ما يرد عليه من العلوم عوقب بالرجوع إلى حال الفهم. و الفرق بين حال العلم و الفهم، أن للعلم وجودا[5] يرد على قلبه من حيث العلم، و الفهم نظر إلى ذلك العلم كأنه يفهم. فإن كان له علم في تلك المسائل يحجب عن إدراك حقيقتها. فإن وقف مع الفهم عوقب بأن يردّ إلى حال من الغفلة.

فصل‌

إذا ذكر العبد بلسانه تتقوى همّته في الذكر، حتى يذكره بلسانه مواظبا[6] عليه، حريصا عليه، و راغبا فيه، حتى لا يبقى منه جزء إلا و هو في ذكر اللسان.

فإذا نظر قلبه إلى أن ترد عليه أحوال، يتوهم العبد أنه يزيد أو يكبر، إلى أن يصير أكبر من كل شي‌ء. ثم يرد عليه من الحق نور على ...[7] يمنعه من أن يذهب.


[1]( الواو) ساقطة من أ.

[2] -أب: أعيان، و في النسختين كتب فوق هذه الكلمة لفظة« كذا».

[3]( حينئذ) ساقطة من ب.

[4] -ب: أذكار.

[5]( وجودا) ساقطة من ب.

[6] -ب: مواضبا.

[7] -بياض في النسختين بقدر كلمتين، و قد كتب فوقه لفظة« كذا» فيهما.

نام کتاب : ترتيب السّلوك‌ و يليه رسالة في أدب العلم نویسنده : ابن عطاء اللّه السّكندري    جلد : 1  صفحه : 23
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست