responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاج العروس الحاوي لتهذيب النفوس؛ أصول الهداية؛ الورع؛ ‌الطّريق إلى اللّه نویسنده : ابن عطاء اللّه السّكندري؛ ابن باديس؛ أبو الحسه الأبياري؛ فريد أحمد المزيدي    جلد : 1  صفحه : 86

3- حفظ الفرج:

وَ لا تَقْرَبُوا الزِّنى‌ إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَ ساءَ سَبِيلًا (32) [الإسراء: 32].

الزنى كالقتل:

فى الزنا إراقة للنطفة، و سفح لها فى غير محلها، فلو كان منها ولد لكان مقطوع النسب، مقطوع الصلة، ساقط الحق، فمن تسبب فى وجوده على هذه الحالة فكأنه قتله، و لهذا بعد ما نهى قتل الأولاد، نهى عن الزنى الذى هو كقتلهم، لأنه سبب لوجودهم غير مشروع.

قال الجوهرى‌[1]: (قربته أقربه قربانا، أى: دنوت منه).

فقوله تعالى: وَ لا تَقْرَبُوا الزِّنى‌، فى النهى أبلغ و آكد من (و لا تزنوا)؛ لأنه بمعنى:

و لا تدنوا من الزنا. و أفاد هذا تحريم الزنا، و تحريم الدنو منه، لا بالقلب و لا بالجوارح.

فقد جاء فى «الصحيح»: «كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا فهو مدرك ذلك لا محالة، العينان زناهما النظر، و الأذنان زناهما الاستماع، و اللسان زناه الكلام، و اليدان زناهما البطش، و الرجل زناها الخطى، و القلب يهوى و يتمنى، و يصدق ذلك الفرج أو يكذبه»[2].

فزنا هذه الجوارح دنو من الزنا الحقيقى، و مؤد إليه.

حمى الشرع:

و قد حمى الشرع الشريف العباد من هذه الفاحشة بما فرض من الحجاب الشرعى، و هو ستر الحرة ما عدا وجهها و كفيها، و جمع ثيابها عند الخروج بالتجلبب، و بما حرم من تطيب المرأة، و قعقعة حليها عند الخروج، و خلوتها بالأجنبى، و اختلاط النساء و الرجال.

فتضافر النهى و التشريع على إبعاد الخلق عن هذه الرذيلة.

و المسلم المسلم، من تحرى مقتضى هذا النهى، و هذا التشريع فى الترك و الابتعاد.

الفطر تدرك الحسن و القبيح: معالجة هذه الرذيلة بتقبيحها و سوء عاقبتها:

بين تعالى قبحها بقوله: إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً.

و الفاحشة هى الرذيلة التى تجاوزت الحد فى القبح.

و عظم قبح الزنا مركوز فى العقول من أصل الفطرة كان و لم يزل كذلك معروفا.


[1] -فى الصحاح فى اللغة: مادة[ قرب‌].

[2] -رواه البخارى( 6243)، و مسلم( 2657) من حديث ابن عباس رضى اللّه عنهما.

نام کتاب : تاج العروس الحاوي لتهذيب النفوس؛ أصول الهداية؛ الورع؛ ‌الطّريق إلى اللّه نویسنده : ابن عطاء اللّه السّكندري؛ ابن باديس؛ أبو الحسه الأبياري؛ فريد أحمد المزيدي    جلد : 1  صفحه : 86
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست