responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاج العروس الحاوي لتهذيب النفوس؛ أصول الهداية؛ الورع؛ ‌الطّريق إلى اللّه نویسنده : ابن عطاء اللّه السّكندري؛ ابن باديس؛ أبو الحسه الأبياري؛ فريد أحمد المزيدي    جلد : 1  صفحه : 78

و حاصل المعنى:

إن أعرضت عنهم فلا تعطهم لأنك لم تجد ما تعطيهم- و هى الحالة التى تكون فيها تطلب رحمة من ربك راجيا رزقه- فقل لهم قولا لينا سهلا، فتواسيهم بالقول عند عدم السؤال، و لا تتركهم فى ساحة الإهمال، و تردهم الرد الجميل عن السؤال، فتقول لهم:

يرزق اللّه، و نحوه من لين الكلام.

و فى الآية تعليم و تربية للمعسر من ناحيتين:

الأولى: معاملته لذوى القربى و اليتامى و المساكين عند السؤال و عدمه، و عرف من الآية أنه مطالب بحسن المقال بدلا مما عجز عنه من السؤال.

و الثانية: أدبه هو فى نفسه و الحالة التى ينبغى له أن يكون عليها: فإن حالة العسر حالة شدة و بلاء يحتاج المكلف أشد الحاجة أن يعرف دواءه فيها لسيرته العملية، و حالته النفسية، فأعطته هذه الآية الكريمة الدواء لهما.

فأما فى سيرته العملية فعليه أن يكون ساعيا فى الأسباب جهده، و ذلك هو ما يفيد قوله: ابْتِغاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ.

و أن يكون مطمئن القلب باللّه، معتمدا عليه، قوى الثقة فيه، و ذلك ما يفيده قوله:

ترجوها.

و قد ذكر الرب- جل جلاله- لوجوه:

الأول: تقوية رجائه، فإنه يعلم سعة رحمة اللّه و غمره بها فى كل حين.

و من ذا الذى لم يجد نفحات الرحمان فى أكثر الأوقات فى أحرج الساعات؟

الثانى: بعثه على الصبر و التسليم و عدم الضجر و السأم من الطلب و الانتظار؛ فإنها رحمة الرب، و من مقتضى ربوبيته تدبير للخلق بحكمته.

فما جاء منه- كيف جاء و فى أى وقت جاء: أبطأ أم تأخر- هو مقبول منه محمود منا عليه.

الثالث: بعث عاطفة الرحمة على غيره، فإن من كان يرجو رحمة ربه جدير بأن يكون رحيما بعباده.

و رحمته بعباد اللّه تعين على القيام بما أمر به من حسب المقال عند العسر، و جميل النوال عند اليسر؛ و تكون سببا له فى رحمة اللّه إياه، و الراحمون يرحمهم الرحمن، و إنما يرحم اللّه من عباده الرحماء.

نام کتاب : تاج العروس الحاوي لتهذيب النفوس؛ أصول الهداية؛ الورع؛ ‌الطّريق إلى اللّه نویسنده : ابن عطاء اللّه السّكندري؛ ابن باديس؛ أبو الحسه الأبياري؛ فريد أحمد المزيدي    جلد : 1  صفحه : 78
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست