ما وقع منك من ذنوب، و الاستغفار له فوائد
عديدة منها تطهير القلوب، و غفران الذنوب، و كذلك من أراد مالا فليستغفر اللّه، و
من أراد أولادا فليستغفر اللّه، و من أراد الخير فليستغفر اللّه، مصداقا لقوله
تعالى: اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً (10) يُرْسِلِ
السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً (11) وَ يُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِينَ وَ
يَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَ يَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً (12)
[نوح: 10- 12]، و إذا أراد العبد أن يطلب من ربه طلبا يبدأ بالاستغفار كما جاء على
لسان سليمان 7: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَ هَبْ
لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ
[ص: 35].
نهاية الطريق
نهاية الطريق إلى اللّه فوز و سعادة و نعيم مقيم فى جنة أعدها اللّه
لمن أطاعوه و اتبعوا الرسول ففى نهاية الطريق تجد الجنة لها ثمانية أبواب ... عن
سهل بن سعد أن رسول اللّه صلى الله عليه و سلم قال: (إن فى الجنة ثمانية أبواب باب
منها يسمى الريان لا يدخله إلا الصائمون)[1]
متفق عليه.
و عن أبى هريرة رضى اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه و
سلم (من أنفق زوجين من ماله فى سبيل اللّه دعى من أبواب الجنة كلها، و للجنة
ثمانية أبواب، فمن كان من أهل الصلاة دعى من باب الصلاة، و من كان من أهل الصيام
دعى من باب الصيام، و من كان من أهل الصدقة دعى من باب الصدقة، و من كان من أهل
الجهاد دعى من باب الجهاد) فقال أبو بكر رضى اللّه عنه، و اللّه ما على أحد من
ضرورة من أيها دعى فهل يدعى أحد منها كلها؟ قال: (نعم و أرجو أن تكون منهم)[2] متفق عليه.
أخى القارئ هات يدك نتجول قليلا بين أنهار الجنة و تحت أشجارها، و
نمتع النفس ساعة قبل يوم الساعة هيا بنا إلى ذلك النعيم المقيم، هيا بنا إلى
الأنهار الأربعة التى هى أصل كل أنهار الجنة، إنها نهر الماء، و نهر اللبن، و نهر
الخمر، و نهر العسل، كما جاء ذلك فى قول اللّه عز و جل من سورة محمد صلى الله عليه
و سلم.