لما كانت هذه الآيات فى أصول الهداية، و أساس الهداية و شرطها هو
التوحيد: ختمت الآيات بالنهى عن الشرك كما بدأته به.
المفردات و التراكيب.
(الإلقاء): هو الطرح.
(و الملوم): هو الذى يقال له: لم فعلت القبيح؟ ما حملك عليه؟ و نحو
هذا ...
(و المدحور): المبعد.
و انتصبا على الحال.
المعنى:
نهى تعالى عن الشرك، و أن يعبد ما سواه، فالعبادة بالقلب و اللسان و
الجوارح لا تكون إلا له.
و كما حذر فى فاتحة الآيات بقعود المشرك فى الدنيا مذموما بالشرك
الذى ارتكبه مخذولا ناصر له- كذلك حذر هنا بمآل المشرك فى آخرته، بإلقائه فى جهنم،
ملوما على ما قدم، مطرودا مبعدا فى دركات الجحيم.
نظرة عامة فى الآيات المتقدمة:
الحاصل:
قد تضمنت هذه الآيات- على قلتها- الأصول التى عليها تتوقف حياة النوع
البشرى و سعادته:
من حفظ النفوس و العقول: وَ لا تَقْفُ ما لَيْسَ
لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ
عَنْهُ مَسْؤُلًا (36) [الإسراء: 36].
و الأنساب، و الأموال، و الحقوق،
وَ أَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذا عاهَدْتُمْ وَ لا تَنْقُضُوا الْأَيْمانَ
بَعْدَ تَوْكِيدِها وَ قَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ
يَعْلَمُ ما
[1] -انظر: حاشية ابن الأمير على إتحاف المريد شرح
جوهرة التوحيد( ص 48) بتحقيقنا، طبع دار الكتب العلمية- بيروت.