responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطريق الى الله تعالي من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى نویسنده : غراب، محمود محمود    جلد : 1  صفحه : 92

الذكر بالاسم المفرد «اللّه اللّه»

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «لا تقوم الساعة حتى لا يبقى على وجه الأرض من يقول:

«اللّه اللّه».

من هذا الحديث أخذت طائفة جواز الذكر بالاسم المفرد، فإن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قد أتى به مرتين، و لم يكتف بواحدة، و أثبت بذلك أنه ذكر على الانفراد، و لم ينعته بشي‌ء، و سكّن الهاء من الاسم، و هو تفسير قوله تعالى‌ اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً و هو تكرار هذا الاسم، و لم يذكر إلا الاسم اللّه خاصة، و هو مأمور من اللّه أن يبين للناس ما نزل إليهم، فلو لا أن قول الإنسان «اللّه اللّه» له حفظ العالم الذي يكون فيه هذا الذكر، لم يقرن بزواله زوال الكون الذي زال منه، و هو الدنيا، و هذا كان ذكرنا و ذكر شيخنا الذي دخلنا عليه، و هو أبو العباس العريبي، و ما في فوائد الأذكار أعظم من فائدته، فلما قال الحق‌ وَ لَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ و لم يذكر صورة ذكر آخر مع كثرة الأذكار بالأسماء الإلهية، اتخذه أهل اللّه ذكرا وحده، فأنتج لهم في قلوبهم أمرا عظيما، لم ينتجه غيره من الأذكار، فإن بعض علماء الرسوم لم ير هذا الذكر لارتفاع الفائدة عنه فيه، إذ كل مبتدأ لا بد له من خبر، فيقال له:

لا يلزم ذلك في اللفظ، بل لا بد له من فائدة، و قد ظهرت في الذاكر به حين ذكره بهذه الكلمة خاصة، فأنتج له في باطنه من نور الكشف ما لا ينتجه غيره، بل له خبر ظاهر لا في اللفظ، كإضافة إلى تنزيه أو ثناء بفعل، و معلوم أنه إذا ذكر أمر ما، ثم ذكر و كرر على طريق التأكيد له، أنه يعطي من الفائدة ما لا يعطيه من ليس له هذا الحكم و لا قصد به، فهو أسرع و أنجح في طلب الأمور، و الكمل من الأقطاب ذكرهم «اللّه» بسكون الهاء و تحقيق الهمزة، لا يزيدون عليه في نفوسهم و في خلواتهم باللسان، و أما في العموم ف «لا إله إلا اللّه». (ف ح 1/ 329- ح 3/ 300- ح 4/ 127، 137)

الذكر بالضمائر و الإشارات و الكنايات‌

أسماء الضمائر تدل على الذات بلا شك- و ما هي مشتقة- مثل هو و ذا و أنا و أنت و نحن، و الياء في إني، و الكاف في إنك، فلفظة هو اسم ضمير الغائب، و ليست الضمائر مخصوصة بالحق، بل هي لكل مضمر، فهو لفظ يدل على ذات غائبة، مع تقدم كلام‌

نام کتاب : الطريق الى الله تعالي من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى نویسنده : غراب، محمود محمود    جلد : 1  صفحه : 92
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست