نام کتاب : الطريق الى الله تعالي من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى نویسنده : غراب، محمود محمود جلد : 1 صفحه : 83
«أنت بالحق» فإنه يعني و لا بد هذا عقد
واحد. و العقد الثاني أن لا تطلب منه في خلوتك سواه، و لا تعلق الهمة بغيره، و لو
عرض عليك كل ما في الكون، فخذه بأدب و لا تقف عنده، و صمم على طلبك، فإنه يبتليك،
و مهما وقفت مع شيء فاتك، و إذا حصلته لم يفتك شيء.
إشارة: اخل مع الحق على قدم الصدق، أسبوعا بل أقل من ذلك، لو لا أن
أتألى على اللّه، لحلفت أن الطير تظلك، و الوحوش تصلي خلفك و تأنس بك، و يخرج منك
نور يضيء له المشارق و المغارب، و أي شيء هذا في جنب ما يقول اللّه: «من تقرب
إليّ شبرا تقربت إليه ذراعا».
(ف ح 2/ 555- ح 3/ 265- التدبيرات الإلهية- ف ح 2/ 10- ح 1/ 120- ح
1/ 99، رسالة الأنوار- كتاب التراجم/ ترجمة الصدق، ترجمة البهائم)
سبب اتخاذ الخلوات و الأذكار
اعلم أن حظ العقل هو التوحيد بالدليل العقلي، و العلم الضروري بوجود
الحق تعالى، ثم إنا رأينا أهل طريق اللّه تعالى من رسول و نبي و ولي قد جاؤوا
بأمور من المعرفة- بنعوت الإله في طريقهم- أحالتها الأدلة العقلية، و جاءت بصحتها
الألفاظ النبوية و الأخبار الإلهية، فبحث أهل الطريق عن هذه المعاني، ليحصلوا منها
على أمر يتميزون به عن أهل النظر، الذين وقفوا حيث بلغت بهم أفكارهم، مع تحققهم
صدق الأخبار، فقالوا: نعلم أن ثمّ طورا آخر وراء طور إدراك العقل الذي يستقل به، و
هو للأنبياء و كبار الأولياء، به يقبلون هذه الأمور الواردة عليهم في الجناب
الإلهي، فعملت هذه الطائفة في تحصيل ذلك بطريق الخلوات و الأذكار المشروعة، لصفاء
القلوب و طهارتها من دنس الفكر، إذا كان المفكر لا يفكر إلا في المحدثات لا في ذات
الحق، و ما ينبغي أن يكون عليه في نفسه الذي هو مسمى اللّه، فتعملت هذه الطائفة في
تحصيل شيء مما وردت به الأخبار الإلهية من جانب الحق، و شرعت في صقالة قلوبها
بالأذكار، و تلاوة القرآن، و تفريغ المحل من النظر في الممكنات، و الحضور و
المراقبة، مع طهارة الظاهر بالوقوف عند الحدود المشروعة، من غض البصر عن الأمور
التي نهى أن ينظر إليها من العورات و غيرها، و إرسالها في الأشياء
نام کتاب : الطريق الى الله تعالي من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى نویسنده : غراب، محمود محمود جلد : 1 صفحه : 83