responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطريق الى الله تعالي من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى نویسنده : غراب، محمود محمود    جلد : 1  صفحه : 47

احترام الشيوخ‌

اعلم أن حرمة الحق في حرمة الشيخ‌[1]، و عقوقه في عقوقه، هم حجّاب الحق، الحافظون أحوال القلوب على المريدين، فمن صحب شيخا ممن يقتدى به و لم يحترمه،.

فعقوبته فقدان وجود الحق في قلبه، و الغفلة عن اللّه، و سوء الأدب عليه، يدخل عليه في كلامه، و يزاحمه في رتبته، فإن كلام التلميذ بحضور الشيخ في أمر ما سوء أدب إلا أن يأمره، فامتثال الأمر هو الأدب، فإن وجود الحق إنما يكون للأدباء، و الباب دون غير الأدباء مغلق، و لا حرمان أعظم على المريد من عدم احترام الشيوخ، قال بعض أهل اللّه في مجالسة أهل اللّه:- «من قعد معهم في مجالسهم، و خالفهم في شي‌ء مما يتحققون به في أحوالهم، نزع اللّه نور الإيمان من قلبه» فالجلوس معهم خطر، و جليسهم على خطر.

ما حرمة الشيخ إلا حرمة اللّه‌

فقم بها أدبا للّه باللّه‌

هم الأدلاء و القربى تؤيدهم‌

على الدلالة تأييدا على اللّه‌

الوارثون هم للرسل أجمعهم‌

فما حديثهم إلا عن اللّه‌

كالأنبياء تراهم في محاربهم‌

لا يسألون من اللّه سوى اللّه‌

فإن بدا منهم حال تولههم‌[2]

عن الشريعة فاتركهم مع اللّه‌

لا تتبعهم و لا تسلك لهم أثرا

فإنهم طلقاء اللّه في اللّه‌

لا تقتدي بالذي زالت شريعته‌

عنه و لو جاء بالإنبا عن اللّه‌

و لما رأينا في هذا الزمان‌[3] جهل المريدين بمراتب شيوخهم قلنا في ذلك:

جهلت مقادير الشيوخ‌

أهل المشاهد و الرسوخ‌

و استنزلت ألفاظهم‌

جهلا و كان لها الشموخ‌

و اختلف أصحابنا في حق المريد مع شيخ آخر خلاف شيخه، هل حاله معه من جانب الحق مثل شيخه أم لا؟ فكلهم قالوا بوجوب حرمته عليه و لابد، هذا موضع إجماعهم، و ما عدا هذا فمنهم من قال:- حاله معه على السواء من حاله مع شيخه، و منهم‌


[1] - أن أشكر لي لوالديك- قرآن كريم.

[2] - هكذا في الأصل، و لعله حال تولّهم.

[3] - عام 599 ه.

نام کتاب : الطريق الى الله تعالي من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى نویسنده : غراب، محمود محمود    جلد : 1  صفحه : 47
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست