قلت: بيّن لى الرجاء من الغرّة؛ حتى أعرف أحدهما من الآخر.
قال: الرجاء للّه عزّ و جل فى معنيين، أحدهما: حسن الظن باللّه عز و
جل حيث وضعه اللّه عز و جلّ، لأن رجاء المذنبين من عباده ألّا يقنطوا، و أن يتوبوا
إلى ربّهم من ذنوبهم، قال اللّه عزّ و جلّ: قُلْ يا
عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ
اللَّهِ إلى قوله تعالى: وَ أَنِيبُوا إِلى
رَبِّكُمْ وَ أَسْلِمُوا لَهُ[1].
و قال: وَ إِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ
وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى[2] الآية.
قال عكرمة: نزلت فى عمر رضى اللّه عنه، حين كلّم عتبة بن ربيعة و
غيره من المشركين أبا طالب: أن يكلم النبى صلّى اللّه عليه و سلم: أن يطرد بلالا و
عمارا و غيرهما؛ فقال عمر للنبى صلّى اللّه عليه و سلم: لو طردتهم حتى ننظر ما
يريدون، فلما نزلت: وَ لا تَطْرُدِ