قال: الكبر بالدنيا: الكبر بالحسب، و الجمال، و القوة، و المال، و
كثرة العدد.
فأما الكبر بالحسب: فإذا تعظم بحسبه حقر من دونه فى الحسب، و إن كان
أفضل منه عملا، حتى يبلغ التكبر ببعضهم إلى أن يرى أن العامة له خول[1] كالعبيد، و يأنف أن يخالطهم، و
يفتخر عليهم، و يعيرهم عند الغضب؛ و قد يعترى ذلك الرجل الصالح إذا كان حسيبا عند
غضبه؛ و من ذلك ما يروى عن أبى ذر أنه قال: قابلت رجلا عند النبى صلّى اللّه عليه
و سلم، فقلت له:
يابن السوداء. فقال النبى صلّى اللّه عليه و سلم: «يا أبا ذر، طفّ
الصاع، طفّ الصاع، ليس لابن بيضاء على ابن سوداء فضل»[2].
و ذلك أنه رآه خيرا منه، بأن كانت أمه سوداء. و أم أبى ذر بيضاء. و
قول
[2] - عزاه العراقى فى تخريج الإحياء ص 1959 لابن
المبارك فى البر و الصلة.
و القصة بسياق آخر من حديث أبى
ذر، أخرجه البخارى فى الإيمان 1/ 84( 30)، و فى كتاب العتق 5/ 173( 2545)، و فى
كتاب الأدب 10/ 465( 6050)، و مسلم فى الأيمان 3/ 1282- 1283( 1661/ 38- 40)، و
أبو داود فى الأدب 4/ 340( 5157)، و أحمد 5/ 161.
و الرجل المذكور قيل: إنه بلال بن
رباح، و لم أجد لذلك مستندا، و انظر الخبر رقم( 341) من كتاب« المستفاد من مبهمات
المتن و الإسناد» بتحقيقى.